لم يتم العثور على نتائج بحث تطابق الكلمات المدخلة.
❖ الحور العين.
📅 20 يونيو 2025
نكاد لا نسمع بهذه الكلمة، إلّا ويذهب تفكيرنا إلى الشهداء والمتعة الجنسية.
لأن هذه الكلمة ارتبطت، أو بالأحرى تم ربطها من قبل البعض بالجهاد في سبيل الله والعمليات الانتحارية، وقتل الآمنين، حتى يفوز بالحور العين، مع أن الله عندما ذكر الحور العين، لم يحدد أنهم لفئة معينة من الناس (كالشهداء مثلاً﴾.
كلمة "الحور" تعني شديد سواد العينين، والأنثى "حوراء" وكلمة "عِين" تعني صفاء العين، والحور العين تشمل الذكور والإناث على حد سواء، حيث الذكور (الحور العين) لهم في الجنة جمال نادر.
﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا﴾
وفي الآية "مخلدون" أي المزينين بالجواهر.
إن الحور العين لسن للزواج الجنسي المعروف، بل إنهن للخدمات فقط، والدليل قوله تعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)
أي أنهن عذراوات بشكل دائم، وكلمة (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ) أي لم ولن يطمثهن (قبلهم وبعدهم) إنس ولا جان كقوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا).
أي سبحانه لم ولن يتخذ ولدًا أبداً.
وهذا يؤكد على أن الزواج من الحور العين هو زواج نفسي وتآلف ومحبة، لقوله تعالى (وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ)، وقوله تعالى عن الزواج في الآخرة (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ).
إذاً الحور العين هن موجودات لخدمة أهل الجنة لا أكثر، والدليل القرآني الآخر، قال تعالى في سورة الواقعة (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا)
وهذه يمكن تدبرها على عدة نقاط:
•(إنا أنشأناهن إنشاءا﴾
أي نحن من خلقناهن، وجعلناهن كما نشاء أن نجعلهن، إنشاءًا خاضعًا بمشيئة الله وكيفما أراد.
•(فجعلناهن أبكارا﴾
أي جعلناها بكر، والبكر كلمة نوصف بها الذكر والأنثى، وهو الذي لم يسبق له في حياته أن يمارس الجنس، وبمعنى هنا جعلناهن بكر بشكل دائم ومستمر، أي لن يمارس معهن أي شخص في الجنة، كقوله تعالى في خلق الانسان ﴿فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ أي سميع بصير بشكل دائم.
•(عربًا أترابا﴾
(عربا) الفتاة العريب، أي صغيرة السن قبل ظهور الثدي، وهن للخدمات ولسن للجنس كما قلنا.
(أترابا﴾ أي صديقات ومماثلات في العمر، كما نقول (يلعب الولد مع أترابه) أي مع أصدقاءه بنفس عمره.
وأيضًا قوله تعالى ﴿وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا﴾
الكاعب: هي الأنثى التي لم يظهر لها نهدين.
أترابا: أي صديقات، مماثلات في العمر.
إنَّ سنة الحياة تقتضي بأن كل شخص يتزوج من صنفه، فالحور العين هن من صنف الملائكة فكيف تتزوج الملائكة البشر والجن، ومعنى ﴿فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا﴾ أي جعلناهن بشكل مستمر ودائم بكر لم يلمسهن أحد.
لذلك كُفّو عن تشويه هذا الدين الحنيف، وتصوير الجنة على أنها أشبه ببيت الدعارة.
تعالى الله عمّا يصفون.
قراءة المزيد..
❖ الإيمان الصادق لا يحتاج إلى ترويج
📅 9 يونيو 2025
في عالم يعج بالشعارات الدينية، والدعوات المتكررة إلى اعتناق هذا المعتقد أو ذاك، يتبادر إلى الذهن سؤال بسيط لكنه عميق: لماذا يحتاج من يؤمن بدينٍ ما إلى الترويج له؟ ولماذا نجد هذا السلوك أكثر وضوحًا في ديانات ومجتمعات معينة دون غيرها؟
هل المسألة تتعلق بحب الخير للناس؟ أم أن خلف هذا الترويج قلقًا داخليًا، يحتاج إلى تطمين خارجي؟ وهل الإيمان القوي يحتاج إلى لافتة؟ أم أن الإيمان حين يكون صادقًا، يكون كالماء العذب: لا يحتاج إلى دعاية كي يُروى؟
المعتقد الذي يحتاج إلى ترويج، هو معتقد مرتبك، فعندما ترى من يوزع القرآن في الشوارع، أو من تمسك بحجاب وتبدأ في دعوة الأخريات إليه بإلحاح في الشوارع بعية تجريبه، أو من يكرر على مسامعك أنه “من أهل التقوى”، اسأل نفسك: لماذا؟
هل لأن هذا الشخص مرتاح جدًا بما يؤمن به؟ أم لأنه يحتاج إلى من يشبهه كي يشعر بالاطمئنان؟
في كثير من الحالات، لا يكون الدافع هو “حب الخير للناس” كما يُقال، بل حاجة نفسية خفية: أنا أحتاج إلى أن تكون أنت مثلي، لأنني غير واثق تمامًا مما أنا عليه، وأحتاج إلى التكرار والانتشار كي أشعر بالطمأنينة، أو لا أرفض الاختلاف لأنني أرى أني أمتلك الحقيقة المطلقة "بعد أن ورثتها".
الإيمان الحقيقي لا يصرخ.
المعتقد الواثق لا يستجدي.
والقناعة الناضجة لا تحتاج إلى جمهور لتثبت وجودها.
لماذا لا نرى هذا في كل الأديان والملل والمعتقدات؟
من المثير أن تلاحظ أن كثيرًا من أتباع المعتقدات الأخرى، كالبوذية، لا ينخرطون في حملات “دعوية” أو لا يفرضون مظاهر معينة على الآخرين. ليس لأنهم لا يؤمنون بها، بل لأنهم يعتبرون أن الإيمان مسألة داخلية، وأنه لا يليق بالروح أن تُعلَّب وتُسوّق كمنتج استهلاكي.
في المقابل، ترى في بعض البيئات الإسلامية (وخاصة التقليدية) ميلاً شديدًا نحو الدعوة والمزايدة:
فلانة غير محجبة؟ إذًا هي ضالة.
فلان لا يصلي مثلي؟ إذًا هو أقل إيمانًا.
أنت لا “تنشر” الدين ولا تدعو له؟ إذًا إيمانك ناقص.
وتبدأ حلقة المزايدة بالتقوى، والتي هي في حقيقتها، نوع من القلق المقنّع الذي يبحث عن شرعية في عيون الآخرين.
الحجاب مثالًا: بين القناعة والفرض الاجتماعي
حين تروّج بعض النساء للحجاب بين أخريات غير محجبات، وتلاحقهن بكلمات “النصح”، فهي لا تعبّر دائمًا عن محبة، بل ربما عن رغبة لا واعية في شرعنة قناعاتها أمام نفسها، وفرض هذه القناعة على الأخريات.
بينما الإنسان الواثق بخياره، لا يُزعجه اختلاف الآخرين. بل يزداد هدوءًا حين يراهم مختلفين، لأنه لا يحتاجهم مرآة لتثبيت ذاته.
الدعوة الصادقة تنبع من محبة الإنسان للخير، دون ضغط، دون مزايدة، ودون فرض.
أما الترويج، فهو غالبًا محاولة يائسة لجعل الآخرين يدعمون إيمانًا لم ينضج بعد داخليًا.
الفرق واضح:
الأول: هادئ، صادق، متزن.
الثاني: صاخب، مهووس بالإقناع، لا يرتاح حتى يُقنع الجميع، وغالبًا لا ينجح.
ليس المطلوب أن نخجل مما نؤمن به، لكن علينا أن نميز بين: مشاركة المعتقد عن طمأنينة، وبين نشره عن قلق
فكلما زاد صراخ الإيمان، قلّ صدقه.
وكلما احتاج أحدهم إلى “جيش من المتشابهين” كي يطمئن إلى دينه، فليعلم أن إيمانه هشّ، مهما كان مظهره قويًا.
قراءة المزيد..
❖ بني إسرائيل.
📅 30 مايو 2025
من هو إسرائيل؟
هل إسرائيل نبي؟
هل إسرائيل هو يعقوب، كما تدَّعي كتب التراث؟
هل بني إسرائيل هم بني يعقوب؟
هل بني إسرائيل هم الأسباط؟
هل بني إسرائيل هم قوم موسى؟
هل بني إسرائيل هم اليهود؟
سؤال: كيف يكون إسرائيل هو يعقوب، والآيات تتحدث عن ذريته في زمن نوح وما قبل نوح! يعقوب أتى بعد نوح بزمن طويل، فكيف ذريته يكون لها وجود قبله وقبل نوح؟!
الشاهد الأول:
قال تعالى (وَءَاتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَٰبَ وَجَعَلْنَٰهُ هُدًى لِّبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا۟ مِن دُونِى وَكِيلًا ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)
الملاحظ هنا أن الله يشير إلى أنهم "ذرية" شخص ما قبل نوح وحُملوا مع نوح، حيث أنهم صعدوا مع نوح على السفينة وقد نجوا معه.
وبالتالي "إسرائيل" الذي هو أصل ذريتهم منطقياً زمانه قبل نوح.
الشاهد الثاني:
في قصة ابني آدم، قال تعالى (وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ) ثم قال (فَطَوَّعَتْ لَهُۥ نَفْسُهُۥ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ) ثم قال (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفْسًۢا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى ٱلْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعًا)
نلاحظ تسلسل الآيات ملفت في ربط الأحداث، فقد أنذرهم مباشرة بعد حادثة القتل أن عليهم (بني إسرائيل) عدم اتباع أسلوب أبوهم الهمجي (ابن آدم القاتل)، الذي نستنج هنا أنه إسرائيل، وبني إسرائيل هم ذرية هذا القاتل، وأنهم الذرية الفاسدة لابن آدم القاتل (إسرائيل) التي تقتل الأنبياء (الذرية التقية) من ذرية نوح الذين هم من ذرية ابن آدم المقتول (التقي).
استنتاج آخر: بما أنهم ليسوا من ذرية نوح، فلا علاقة لهم بالسامية لا من قريب ولا من بعيد.
الشاهد الثالث:
إسرائيل ليس من الأنبياء، حيث قال تعالى (إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمْرَٰنَ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ ذُرِّيَّةًۢ بَعْضُهَا مِنۢ بَعْضٍ)
اصطفى فقط آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران.
إسرائيل ليس له وجود هنا لأنه كما وضحت سابقاً هو ليس من ذرية نوح، بالتالي ليس من ذرية إبراهيم ولا من ذرية آل عمران، وبالتالي هو ليس نبي ولا من ذرية الأنبياء، حيث أكد تعالى ذلك عندما قال (وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْرَٰٓءِيلَ) فهذه الآية تشير إلى أن ذرية ابراهيم شيئ، وذرية إسرائيل شيئ آخر، وكثيراً من الرسل من ذرية إبراهيم (الذرية التقية) ارسلوا إلى الذرية الفاسدة من بني إسرائيل (وليس جميعهم فاسدون) فمنهم من آمن وأصبح يهودياً أو نصرانياً أو حتى إبراهيمياً ومنهم من كفر.
قال تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُونُوٓا۟ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّۦنَ مَنْ أَنصَارِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ۖ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ۖ فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٌ مِّنۢ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا۟ ظَٰهِرِينَ)
فلعنهم الله على لسان داود و عيسى ابن مريم، قال تعالى (لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنۢ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ يَعْتَدُونَ)
الشاهد الرابع:
سورة يوسف تتحدث بالكامل عن "آل يعقوب". قال تعالى (وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُۥ عَلَيْكَ وَعَلَىٰٓ ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَا عَلَىٰٓ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَٰقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
ولم يقل "وعلى آل إسرائيل" وحتى عندما جاؤوا ليسألوا رسول الله ليختبروه إن كان يعلم بقصة يوسف قال تعالى (لَّقَدْ كَانَ فِى يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِۦٓ ءَايَٰتٌ لِّلسَّآئِلِينَ)
ولم يقل (لقد كان لكم في إسرائيل وبنيه آيات للسائلين).
وقال تعالى (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنۢ بَعْدِى)
وقوله (قُولُوٓا۟ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبْرَٰهِمَ وَإِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلْأَسْبَاطِ)
ولم يقل إلى إسرائيل وبني إسرائيل.
وفي كل سورة يوسف لم يرد ذكر إسرائيل أو بنوه ولو مرة واحدة.
أما قوم موسى الذين خرجوا معه من مصر، ليسوا فقط من بني إسرائيل، فهم مزيج غير متجانس من السحرة والسامريون وبني إسرائيل وحتى قارون الذي كان مستشارًا عند فرعون كان من قوم موسى (إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ)
الشاهد الخامس:
الأسباط، أطلق الله هذا الاسم على أبناء يعقوب (يوسف واخوته) وكثيراً ما يتم الخلط بين الأسباط والنقباء، والسبب هو تساوي عددهم، حيث أن الأسباط النقباء=12، أما (النقباء) بعثهم الله من بني جلدتهم (بني اسرائيل وعددهم اثنا عشر، حيث أخذ الله منهم ميثاقاً ليهدوا قومهم وليكفر عنهم سيئاتهم، ولكن كالعادة نقضوا العهد).
قال تعالى (وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ ٱثْنَىْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّى مَعَكُمْ)
فتبين لنا أن الأسباط مجموعة تختلف عن النقباء تماماً، وأغلب الظن أن الخلط بدأ بسبب تساوي عدد هاتين المجموعتين بين بني يعقوب الأسباط والنقباء من بني إسرائيل، فاصبح الناس على اعتقاد أن الأسباط هم النقباء، وبالتالي هم بني إسرائيل، وبالتالي أبوهم يعقوب هو إسرائيل.
نستنج التالي:
إسرائيل هو ابن آدم القاتل، وهو ليس يعقوب ولا حتى من ذرية نوح.
بني اسرائيل هم ليسوا بني يعقوب الأسباط، والنقباء ليسوا الأسباط.
بني إسرائيل ليسوا على دين نوح فقط أو على دين داوود فقط أو على دين يعقوب فقط أو على دين ابراهيم فقط أو على دين فرعون فقط أو يهوداً فقط أو نصارى فقط أو مسلمين فقط، فقد تزامن وجودهم على مر العصور والأنبياء، حتى زمن رسول الله في مكة والمدينة، فمنهم من آمن ومنهم من كفر.
قراءة المزيد..
❖ لا توجد حقيقة مطلقة.
📅 30 مايو 2025
الحقيقة المطلقة الوحيدة التي أؤمن بها هو الله.
جميع الأفكار والتدبرات هي حقائق نسبية، ترتفع نسبتها وتنخفض من شخص لآخر.
فما أراه أنا حقيقة قد يراه غيري خرافة.
وما يراه غيري حقيقة قد أراه أنا خرافة.
لا تحتكر الحقيقة لنفسك وتصادر أفكار الآخرين، فكلنا في رحلة بحث والعلم لا يزال مستمرًا.
فالحقيقة هو الله، لكن طريقة الوصول إلى هذا الإله تختلف من شخص لآخر.
فعندما يقول أستاذ رياضيات لطلابه:
أعطوني رقمين مجموعهما يساوي 10
فتختلف الإجابات بين الطلاب.
فمنهم من يقول
5+5=10
4+6=10
2+8=10
كل هذه الإجابات صحيحة لكن طريقة التفكير تختلف من طالب لآخر.
لذلك لا تحتكر لنفسك الحقيقة ولا تجعل طريقتك في الوصول إلى الله على أنها هي الطريقة الصحيحة والوحيدة، هي حقيقة بالنسبة لك، لذلك ابقَ عليها ودع غيرك يصل إلى الله بطريقته ولا تعتدي عليه، فمن صُوَر الاعتداء أن يصادر الإنسان حق غيره في التفكير.
فمن الجهل والاجحاف أن يصادر الإنسان أفكار غيره ويدّعي أنها باطلة لمجرد أنها لم توافق أفكاره ولم تأتِ على هواه أو تُخالف موروثه، فلا تُصادر يا صديقي العزيز أفكار غيرك.
وتذكّر قوله تعالى (وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَٰحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).
قراءة المزيد..
❖ العقل والنقل.
📅 30 مايو 2025
أنت كمسلم مطالب بتعطيل عقلك فيما يتعلق بأمور الدين، وعليك أن تأخذ دينك بالنقل وليس بالعقل.
هذه هي القاعدة الرئيسية التي "أجمع" عليها رجال الدين.
من يقوم بتشغيل عقله لاستنباط أحكام الله وتدبر آياته، قد يُتهم بالكفر والزندقة.
وكأن القرآن نزل على رجال الدين فقط، وهم المعنيون الوحيدون بتدبر كلام الله وتفسيره ومن ثم تقديمه لعامة المسلمين.
فلو كان الأمر كذلك، لمنحهم الله عقولاً دون سواهم، ولأمَرَنا الله بإتباعهم!
وقد حذرونا من تدبر كتاب الله وتفسيره منفردين دون الرجوع إليهم، باعتبارهم المرجع الأساسي للدين!
لا أعلم من الذي نصّبهم وكلاء عن الله ويتحدثون باسمه!
ولا أعلم من أين جاءوا لنا بمصطلح أجمع العلماء واتفق العلماء، ومن الذي أعطاهم الحق للتحدث باسم جميع المسلمين!
إذًا، علينا أن نُعطّل عقولنا أمام الدين ونكتفي بالنقل، لأننا بتعطيل العقول سنبقى تابعين لهم، وسنلّجأ إليهم بكل صغيرة وكبيرة، وسيتحكمون بكل تفاصيل حياتنا، وبتشغيل العقول سيسقطون ويسقط معهم تراثهم.
حسنًا، إذا كان الدين بالنقل وليس بالعقل، فعلى هذا، كان من الواجب على نبينا إبراهيم أن يعبد الأصنام الذي هو دين آبائه، لأن هذا الدين هو ما وَجَد عليه آبائه، يعني وصَلَهُ بالنقل، لكنهُ لم يقتنع بدين آبائه، لأن عقله لم يستوعب ما يقوم به قومه، فنبذ عبادة الأصنام وذَهَبَ ليجد ربَّهُ بعيداً عن عبادة الأصنام، كما أخبرنا الله بقصتهِ في سورة الأنعام (74-79)
إذا كان الدين بالنقل، فعلى هذا من يعبد الأصنام والشمس والبقر، كلهم على حق لأن دينهم وصلهم بالنقل من أسلافهم، فهم أيضاً عطّلوا عقولهم واكتفوا بالنقل من أسلافهم كما أخبرهم كهنتم أيضاً، وكل فئة من هؤلاء الكهنة لديها أدلتها التي أقنعوا بها تابعيهم وحذروهم من التفكّر في الدين، كما هو الحاصل معنا!
السؤال هو:
هل كان نبينا إبراهيم مخطئ أم مصيب بتشغيل عقله ونبذ دين آبائه؟
من يقول أنه مُخطئ فقد ضلّ ضلالاً بعيدا.
ومن يقول أنه مُصيب، فقد سقطت بذلك نظرية رجال الدين بتقديم النقل على العقل.
فالأنبياء هم قدوتنا وليس كهنة الدين، والقرآن هو مرجعنا ومصدر الدين الوحيد وليست كتب التراث.
في الكثير من الآيات، يخاطبنا الله ويطالبنا بتشغيل عقولنا بما يقارب خمسين مرة.
بل إنه أخبرنا أن عدم تشغيل العقل والعمل به، سيكون سبباً في دخول النار.
قال تعالى ﴿وَقَالُوا۟ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ 👈نَعْقِلُ👉 مَا كُنَّا فِىٓ أَصْحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ﴾
وفي آية أخرى: ﴿وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ 👈لَا يَعْقِلُونَ👉﴾
وعندما نذكر هذا الرقم (50 مرة) فعلينا أن نستيقظ من سباتنا، ونعي ونفهم جيداً أن الله يريد منّا تشغيل عقولنا، لأنه سيحاسبنا على فهمنا نحن، وليس بما فهم رجال الدين، وسيحاسبنا فرادى، ولن تكون لدينا حجة بأن الكهنة أضلونا عن الصراط المستقيم، لأن الله سيقول لنا (أَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ) فلن ينفعنا سادتنا ولا كبرائنا، فالكل سيتبرّئ منّا.
الخلاصة:
اعمل بعقلك، واحذر من تعطيله، فالذي سينفعك هو تدبرك لكتاب الله والعمل به، ولن تستطيع تدبر كتاب الله إلّا إذا كان عقلك في وضع التشغيل، ولن ينفعك اتباعك للشيخ العلّامة ولا العالِم الفهّامة، لأنهم يوم القيامة سيتبرأون منك، كما أخبرك الله بذلك.
قراءة المزيد..
❖ رسالة إلى صديقي المتمسك بالتراث الديني.
📅 27 مايو 2025
يعتقد من يتمسّك بالتراث الديني بجميع طوائفهم المتناحرة، بأن القرآن عبارة عن طلاسم غير مفصّل وغير محكم وأحوج للروايات!
بل إن بعضهم ذهب لأبعد من ذلك، حيث أنهم جعلوا الروايات التي يعترفون بأنها "ظنّية" هي وحي من الله يجب اتباعها وبأنها تنسخ (تلغي) آيات من القرآن جملةً وتفصيلاً!
✅ قال تعالى:
👈 (أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰبَ مُفَصَّلًا)
👈 (وَٱتْلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلْتَحَدًا)
يعتقد هؤلاء ممن يتبعون الظنّ، بأن اجماع البشر هو مصدر للتشريع، متناسيين تماماً بأن البشر غير معصومين، وأن اتباعهم وطاعة أقوالهم يُعدّ شركاً صريحاً بالله.
وبسبب تقديم النقل على العقل عندهم وتعطيل عقولهم، هم لا يعلمون لماذا لا يجرؤ أيّاً من شيوخهم بتسمية ما يسمونها "سُنة نبوية" بـ "سنة رسولية"؟
لا يوجد ما يمنع من الاطّلاع على جميع الآراء، لكن المعيار لقبول أي مفهوم أو تأويل هو تطويع الفهم لما يُناسب سياق كلام الله وليس العكس.
فلا يوجد تقديس لا للبشر ولا للحجر.
يعتقد الذين يتّبعون الظنّ، بأن أمر الله في قوله تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ)
قد انتهت صلاحيته عند وفاة رواتهم فقط، ولا يعلمون أنه أمر من الله قائم إلى يوم القيامة.
هذا ظنهم بالقرآن، لأن القرآن لقوم يعقلون وليس لقوم يجهلون ومقفلون.
✅ قال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُوا۟ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُوا۟ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءَابَآءَنَآ ۗ أَوَلَوْ كَانَ ءَابَآؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْـًٔا وَلَا يَهْتَدُونَ)
يعتمد متبعي الظن على تقديس من قبلهم من "علماء" مع أن هؤلاء "العلماء" قد اختلفوا فيما بينهم ولم يتّفقوا!
وهذه نتيجة اتباع الأكثرية دون علم ولا كتاب منير .
فالاجماع هو حجة من لا حجة له.
القرآنيون (كما تسمّونهم) يؤمنون بأن من يكتب شيئاً ويدّعي بأنه من عند الله فالويل كل الويل له يوم القيامة.
✅ قال تعالى (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَٰبَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُوا۟ بِهِۦ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ)
الروايات التي تتعارض مع القرآن مرفوضة.
الروايات التي تزيد على القرآن مرفوضة.
الروايات التي تتطابق مع القرآن (وهي نادرة جداً) تبقى ظنّية الثبوت، فلماذا يتم الأخذ بها ونحن لدينا الأصل (القرآن) الذي هو قطعي الثبوت!
بل ولا يوجد أمر من الله بالأخذ بها.
يدّعون أننا نكره رسول الله وأنهم هم فقط من يحبه ويتبعه.
الذي يُحبّ رسول الله لا يتقوّل عليه بالبذاءة، ولا بالدمويّة ولا على أهل بيته بالفاحشة (حاشاهم).
الذي يُحبّ الرسول لا يؤذيه بروايات شوّهت أخلاقه وصورته بأسوء صورة، وهو أسوتنا الحسنة.
هناك روايات لا تقبلونها على أنفسكم ولا على أهل بيتكم، فكيف تقبلونها على رسول الله!
✅ قال تعالى (إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا)
يكذبون على لسان رسول الله بأنه منع كتابة الحديث حتى لا يختلط مع القرآن.
وأجمل ما في القرآن أنه يفضح الكذابين.
ها أنتم تنقضون أنفسكم.
لماذا تخشون على الأحاديث بأن تختلط مع القرآن إن كانت وحي ثاني من عند الله؟
بل إن الله فضح الذين كانوا يدّعون بأنهم يطيعون الرسول، ويقومون بكتابة ما يقول، فقد كانوا يبدلون قوله فور الخروج من عنده.
✅ قال تعالى (وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا۟ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِى تَقُولُ ۖ وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا)
كلما حاول أتباع الظنّ بالتضليل والكذب، فإن القرآن يفضحهم.
فدائماً ما يتحججون بقوله تعالى (وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُوا۟)
عندكم استعداد بأن تنشروا بالمنشار الآيات، وتقتصّونها عن سياقها وتلغوا فيها لكي تنتصروا لكهنوتكم، فعندما انتقدت أحاديث في البخاري بأنها تُناقض آيات الله، جاء أحدهم وقال لي: القرآن أيضاً يوجد فيه آيات تناقض بعضها البعض!
تجرّأ على الطعن بالقرآن، فقط من أجل الانتصار لكهنوته!
فالآية التي يتحججون بها (وما آتاكم الرسول فخذوه...) تتحدث عن توزيع الفيئ، وهي تأمر الصحابة بالالتزام بتقسيمة الفيئ وبألّا يعتدوا على حصص غيرهم من الفقراء.
تعتقد جميع فرق الظنّ، بأن الله يلغو في القرآن (حاشا لله)
فوصل بهم الحد بالكذب على الله بقولهم: أن الله أمر بطاعة النبي.
والله لم يذكر آية واحدة في القرآن تأمر بطاعة النبي، بل بطاعة الرسول فقط.
بالطبع ذلك نابع من جهلهم في الفرق بين مقام النبوة ومقام الرسالة.
✅ قال تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِى مَرْضَاتَ أَزْوَٰجِكَ ۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
في هذه الآية خطاب من الله للنبي لأنه حرّم على نفسه شيئاً لم يُحرّمه الله عليه، فهل فِعل النبي هنا وحي!؟
يكذبون على لسان رسول الله بأنه قال (تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي)
وهذا كذب وافتراء على رسول الله.
فهناك 3 روايات:
1- كتاب الله وسنتي.
2- كتاب الله وعترتي.
3- كتاب الله.
كل حزب منكم طغى فيها كما يحب ويهوى.
✅ قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا۟ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓا۟ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوٓا۟ أَن يَكْفُرُوا۟ بِهِۦ وَيُرِيدُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَٰلًۢا بَعِيدًا)
يكذبون على لسان رسول الله بأنه قال (يوشك أن يقعد الرجل متكئاً على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله)
وهذه افتراءات تناقضون بها بعضكم بعضاً.
هل كان عمر بن الخطاب شبعاً متكئًا على أريكته عندما قال لكم: حسبنا كتاب الله؟ (العقل نعمة)
يقولون أن أول من ردّ على القرآنيين هو ابن حزم حيث قال: ولو أن امرء قال: لا نأخذ إلّا ما وجدنا في القرآن، لكان كافرا بإجماع الأمة، ولكان لا يلزمه إلّا ركعة ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل، وأخرى عند الفجر، لأن ذلك هو أقل ما يقع عليه اسم صلاة، ولا حد للأكثر في ذلك.
ما هذا الإجرام من ابن حزم؟ (إن صح عنه القول)
من أي كتاب يدرس؟
✅ قال تعالى (أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتَٰبٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمَٰنٌ عَلَيْنَا بَٰلِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ ۙ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ فَلْيَأْتُوا۟ بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُوا۟ صَٰدِقِينَ)
دائماً يستشهدون بآراء علمائهم وإجماع شيوخهم أكثر من استدلالهم حتى بالأحاديث، عداكم عن استدلالهم بآيات من القرآن (إلّا ما ندر).
اعلموا بأن من تتبعوهم من البشر، سيتبرؤون منكم يوم القيامة.
✅ قال تعالى (إِذْ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُوا۟ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوا۟ وَرَأَوُا۟ ٱلْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ ٱلْأَسْبَابُ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوا۟ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا۟ مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعْمَٰلَهُمْ حَسَرَٰتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ)
بل إنكم ستطلبون من الله الاقتصاص ممن اتبعتموهم لأنهم أضلوكم، لكن لن ينفعكم هذا.
✅ قال تعالى (وَقَالُوا۟ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠ رَبَّنَآ ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ وَٱلْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا)
فإن كنتم تريدون أن تكونوا من المصلحين، فأنصحكم أن تتمسّكوا بكتاب الله، وتتركوا ما ورثتموه من دونه من كتب البشر لكي لا يضيع أجركم.
✅ قال تعالى (وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلْكِتَٰبِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُصْلِحِينَ)
وأخيراً، الله وحده يعلم بما تتقولون عليه وعلى رسوله، وليس عليّ إلّا أن أذكركم بالقرآن فقط، وليس بأي كتاب بشري آخر من الكتب التي تشركونها مع كتاب الله
✅ قال تعالى (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ 👈بِٱلْقُرْءَانِ👉 مَن يَخَافُ وَعِيدِ).
قراءة المزيد..
❖ رسالة إلى صديقي الملحد.
📅 27 مايو 2025
سبب إلحادك هو أنك غير مقتنع بالأديان وتعتبرها مجرد أكاذيب من صنع البشرية، وهذا حقك بالفكر ولا أحد له الحق بالإنكار عليك، لأن البشر ليس لهم الحق في محاسبة بعضهم على معتقداتهم.
نبقى جميعًا، مجتمعين تحت مظلة الإنسانية.
فالإنسانية تتسع للجميع.
لكن أرجوك يا صديقي، أرجوك، جاهد نفسك بما ينفعك، وأطوي صفحة الأديان من حياتك، بما أنك لا تقتنع بها، واجعلها من الماضي، وامضِ حياتك بما يفيدك بدلاً من الاستهزاء بالأديان والملل.
لأن هذه الإساءات والاستهزاءات، لا تسمن ولا تغني من جوع بالنسبة لك ولغيرك.
ولا تُضيّع جُل وقتك بسب وشتم ولعن الأديان والاستهزاء بها والتي في غالبها موجهة للإسلام دون سواه.
خلاص إنساها وإبدأ حياتك من جديد بصفحة جديدة، ابحث عن مسيرة علمية جديدة في حياتك، وحاول تقديم شيء يفيد البشرية، واعتبر حياتك الماضية جزء من ذاكرة قد انتهت.
هذه الأشياء تنفعك أكثر من تضييع وقتك في ذِكر آية والاستهزاء بها، على مبدأ شوفوني كيف أستهزء بدينكم.
فكما لك حرية المعتقد وتريد من غيرك احترامه، غيرك أيضاً له حرية معتقده.
فمن حقك أن تمارس حريتك، لكن حريتك تنتهي عند حرية الآخرين.
دمت بود 🌹
قراءة المزيد..
❖ رسالة إلى صديقي السُنّي وصديقي الشيعي.
📅 27 مايو 2025
يُحكى أنه في إحدى البلدان الاوروبية، تشاجر رجلان عربيان يقيمان في تلك الدولة، أحدهما سُني والآخر شيعي.
وبعد أن ألقت الشرطة القبض عليهما وتقديمهما للمحكمة، سأل القاضي عن سبب الخلاف بينهما الذي أدى إلى الشجار؟
فقيل له: يا سيدي القاضي، لقد تشاجرا بسبب الحسين بن علي ويزيد بن معاوية.
فأمر القاضي بإحضار الحسين ويزيد، حتى يفهم منهما سبب المشكلة التي أدّت إلى الخلاف بين الشابين.
فقيل له: سيدي القاضي، إن الحسين ويزيد قد توفيا منذ 1400 سنة!
على الفور ودون أي تردد، أمر القاضي بإحالة الشابين المتخاصمين إلى مستشفى الأمراض العقلية.
انتهت القصة.
لو كنت أنا القاضي، لن أتوانا أبدًا عن مثل هذا الحكم، فمن يحقد ويكره ويحارب ويقتل من أجل أشخاص ماتوا قبل أكثر من 1400 سنة، بالتأكيد سيكون مجنونًا.
جميع الصحابة والتابعين، بمن فيهم الحسين ويزيد، عاشوا وماتوا وأفضوا إلى ما قدموا، نحن لم نعيش في زمانهم ولم نقابلهم، كل ما نعرفه عنهم هي كتب التاريخ المليئة بالأكاذيب، تاريخ مليء بالأكاذيب والتدليس، تاريخنا الحاضر يُزوّر أمام أعيننا في زمن التكنولوجيا والحياة الرقمية، فما بالكم بتاريخ من عاش قبل أكثر من 1400 سنة!
اتركوا هؤلاء الأشخاص بحالهم، ماتوا منذ قرون كثيرة ولم يسلموا منكم، ولا تزالون تُناقشون سيرتهم ومن المُخطئ ومن المصيب! ما فائدة كل هذا؟ ولمصلحة من!؟
ماذا حصدتم وماذا جنيتم منذ مئات السنين من هذا الموضوع؟
الحواب: لا شيء!
حصدتم المزيد من الحقد.
المزيد من العنصرية.
المزيد من الكراهية.
المزيد من الطائفية.
وبالطبع المزيد من الضحايا.
هذه الحرب المستعرة ما بين السُنّة والشيعة، لن تنتهِ طالما أنكم ترجعون إلى الماضي، لن تنتهِ طالما أنكم تُسلّمون عقولكم لكهنة الدين.
هذه الحرب، وقودها أنتم ولا أحد سواكم.
انظروا إلى حالكم، ماذا جنيتم!؟
كهنة الدين من السُنّة والشيعة يؤججون الشارع ليلًا ونهارًا من على منابرهم لتبقى هذه الحرب مستعرة بينكم.
يُطلّ علينا كاهن الدين السُنّي، ليُكفّر عوام الشيعة ويفتي بأن السُنّة على حق وأن الشيعة على باطل وسيدخلون جهنم وبئس المصير.
ثم يُطلّ علينا كاهن الدين الشيعي ليُفتي بما أفتى الكاهن السُنّي ولكن بدّل كلمة الشيعة بالسُنّة.
المستفيدون الوحيدون من هذه الحرب هم كهنة الدين.
انظروا إلى حالهم الآن، يعيشون في نعيم ورغد، وأبنائهم يدرسون في أفضل الجامعات.
لماذا لم نرَ كاهن شيعي يجلد نفسه بالسكاكين أو يحبو على أعتاب المقدسات في المناسبات كما يفعله عوام الشيعة!؟
لماذا لم نرَ كاهن سُني يقاتل في الدول المشتعلة بالحروب والفتن ليفوز بالجنة والحور العين، أو يرسل أبنائه ليقاتلوا بدل من تجييش العوام من السُنَة!؟
أخي الشيعي: السُنّي ليس عدوًا لك، وقتله لن يدخلك الجنة، بل يودي بك في نار جهنم لانك قتلت نفسًا بغير ذنب.
أخي السُنّي: الشيعي ليس عدوًا لك، وقتله لن يدخلك الجنة، بل يودي بك في نار جهنم لانك قتلت نفسًا بغير ذنب.
كفاكم طائفية.
كفاكم عنصرية.
كفاكم حقد وبغض.
كفاكم كره لبعضكم.
أنتم مسلمون وكتابكم القرآن، عودوا إلى كتابكم وانبذوا عنكم كهنة الدين وكُتبهم وفتاويهم.
فو الله، لن تنطفئ هذه الطائفية بينكم، طالما أنكم سلّمتم عقولكم لكهنة الدين ليزرعوها بالعنصرية والكره والبغض والطائفية.
لن تنطفئ هذه الحرب إلّا بتشغيل عقولكم.
عند تشغيل العقل سيسقط كهنة الدين ولن يبقَ هناك طائفية ولا عنصرية بينكم.
الأوليين عاشوا وانتهت حياتهم، فتلك أمة قد خلت، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، فكّروا في حاضرتكم ومستقبلكم، فالتاريخ عبارة عن مجموعة من الأكاذيب متفق عليها.
قراءة المزيد..
❖ رسالة إلى صديقي المثقف.
📅 27 مايو 2025
بعض المفاهيم المغلوطة لدى البعض من أصحاب الفكر العقلاني أو المفكرين كما يحبون أن يُطلق عليهم.
البعض لديهم خلط ولغط بمفهوم اليهود، ونسب هذه الكلمة وحصرها باسرائيل.
نحن لا مشكلة لدينا مع اليهود، فهم ملّة مثلهم مثل باقي الملل كالمؤمنين والنصارى.
لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.
منهم المحترمين ومنهم السيئين كغيرهم.
أنا عن نفسي ليست لدي مشكلة مع اليهودي في اوروبا أو امريكا أو في أي مكان آخر (بإستثناء اسرائيل) هناك يهود في الدول العربية حالهم كحال باقي المواطنين.
مشكلتي وأعتقد انها مشكلة الكثيرين منكم، هي بالصهاينة المغتصبين أرض عربية بعد تهجير وقتل وتنكيل أهلها.
البعض والمحسوبين على أصحاب الفكر وللأسف، يحاول طمس الحقائق وإظهار هذه العصابة التي جاءت من كل بقاع الأرض، واستولوا على أرض عربية اسمها فلسطين، يحاول اظهارهم بالمظهر الحضاري والإنساني ويتحدث عن التسامح والإنسانية والعيش المشترك، ناسي أو متناسي أنهم أقاموا دولتهم أو بالأحرى عصابتهم المزعومة على جثث الأبرياء، يتناسى هذا المثقف الحر، مجزرة دير ياسين وقانا والحرم الابراهيمي وصبرا وشاتيلا وبلدة الشيخ والطنطورة وخان يونس والكثير من المجازر التي لا تُعد ولا تُحصى.
يحاول هذا المفكر وهذا المثقف، اظهار الكيان الصهيوني بمظهر الانسان المسالم الذي يبحث عن العيش المشترك مع جيرانه بسلام وأمان، يحاول إظهارهم بمظهر الإنسان أكثر من الصهاينة أنفسهم.
بل وصل به الحد إلى لوم من يدافع عن أرضه وإظهاره بمظهر المجرم المعتدي لانه يقاتل الصهيوني الذي اغتصب ارضه!
سيأتي أمثال هؤلاء ويقول: أن الشعب الصهيوني الآن من الأطفال وغيرهم، لا ذنب لهم بما فعله آبائهم وأجدادهم، وعلينا أن نتسامح ونتعايش معهم.
أقول لهم: يا ترى لو سألت أياً من هؤلاء وبيّنت له أنه يعيش في أرض ليست أرضه، بل أرض اغتصبها آبائه وأجداده من سكانها الأصليين بعد أن قتلوهم وهجّروهم.
بماذا سيجيبك؟
بالتأكيد سينكر ذلك وسيُعلن ولائه المطلق لدولته المزعومة، وسيتهم أهل الأرض الأصليين بالإرهاب، ولديه القناعة الكاملة بأن هذه الأرض هي أرضه وأرض آباءه وأجداده.
يربط هؤلاء "المثقفون" جميع يهود العالم بإسرائيل، وهذا خلط ولغط، فاليهود شيء واسرائيل شيء آخر، فاليهود منتشرون تقريبًا في كل بقاع الأرض، ونتعامل معهم كما نتعامل مع غيرهم.
فيدأب هؤلاء المثقفون لربط الاختراعات والابتكارات التي ابتكرها اليهود حول العالم بالصهاينة، ظنّاً منه أن الصهاينة هم من اخترعوها.
فعندما تقوم اسرائيل بالاعتداء (كعادتها) على الفلسطينيين، تنتشر حملات بمقاطعة منتجاتها، فيعلوا صوت هؤلاء "المثقفون" مستنكرين ذلك، فيقولون: إذاً عليكم أن تقاطعوا جميع منتجات اليهود كالانترنت والفيس بوك والسيارة والطائرة والهاتف المحمول… الخ!
لا أعلم هل هو غباء أم استغباء!؟
ياصديقي المثقف والمفكر، إن صح كلامك، وكانت هذه الاختراعات والصناعات من فعل اليهود، فلا علاقة لاسرائيل بها لا من قريب ولا من بعيد، اصحاب هذه الاختراعات هم مواطنون وعباقرة في اوروبا وامريكا وغيرها، لكن دينهم أو ملّتهم هي اليهو دية، فلا تربط يهود العالم بعصابة تسمى اسرائيل.
بل هناك يهود يستنكرون الافعال الاجرامية التي تقوم بها اسرائيل.
هؤلاء محتلون وغاصبون ومجرمون، فلا تحاول تلميع صورتهم على حساب مبادئك وأفكارك وأخلاقك، (هذا إن كان لديك مبادئ) ولا تتكلم عن احترام الأديان واحترام الآراء والأفكار وحرية الإنسان، وفي المقابل تؤيد قتلة ومجرمين سواءً الصهاينة أو غيرهم، فهذه ازدواجية.
الصهيوني (أياً كان دينه أو ملته) سيبقى عدوّي إلى يوم يبعثون، طالما انه يحتل أرضاً ليست أرضه، ويقتل كل من يدافع عن ارضه.
عندما يأتي مجرم ويحتل أرضك ويُهجّرك من بيتك بالقوة، عندها حدثني عن التسامح والعيش المشترك.
ما أسهل الكلام عندما تكون المشاكل بعيدة عنّا.
دمت بود يا صديقي المثقف الذي ترتشف القهوة🌹
قراءة المزيد..
❖ قتل الوزغ.
📅 27 مايو 2025
في الحديث: أن رسول الله أمر بقتل الوزغ "أبو بريص" وقال: كان ينفخ على ابراهيم عليه السلام) أخرجه البخاري برقم (3359)
وفي رواية مسلم بحديث رقم (2238) أن رسول الله أمر بقتل الوزغ وسمّاه فويسقاً.
لكن في قصة حرق إبراهيم، أنه من شدة اشتعال النار، أنها كانت تحرق الطائر الذي يمُرّ من فوقها، وأنه من قوة اللهب، لم يستطيعوا أن يتقدموا ليُلقوا إبراهيم فيها، فقاموا برميه بالمنجنيق من بعيد (كما في القصة).
إذا كانت النار بهذا الشكل، فكيف لمخلوق صغير لا يتجاوز حجم اصبع اليد، أن يقترب من النار وينفخ فيها، مع أنه يمتلك جلد رقيق لا يستطيع حتى أن يتعرض لأشعة الشمس القوية حتى لا يموت!؟
ثم كم هي كمية الهواء الخارجة من رئتيه حتى ينفخها على تلك النار العظيمة!؟
إذا كان هو فعلاً فعل هذا، فما ذنب أبناءه وذريته من بعده لفعل فعله مخلوق واحد؟ فهل من العدالة أن تُحاسب كل السلالة بسبب خطأ مخلوق واحد!؟
يا ترى ماذا فعلت أيها الفويسق الزنديق المهرطق الكافر الفاجر العاهر لكي يؤلفوا عليك ما يؤلفوا!
قراءة المزيد..
❖ لا عنصرية في الإسلام.
📅 27 مايو 2025
الإسلام دين المحبة، دين التسامح والسلام، نهى عن العنصرية، وبيّن لنا أن فضيلة الإنسان تكون بالتقوى وليس باللون ولا بالمكانة الاجتماعية ولا بالمال ولا المنصب.
ومن يقول عكس ذلك، فليأتينا بدليل قرآني، يدحض هذا الكلام.
وعندما نتحدث عن الإسلام، فإننا نتحدث عن القرآن فقط، ونستشهد بآياته، فالقرآن هو الممثل الوحيد للإسلام.
رسولنا الكريم الذي قال عنه الله سبحانه وتعالى، بأنه صاحب الخلق العظيم وأنه رحمة للعالمين، لا يمكن أن يكون عنصري ويتعامل مع الناس حسب اللون والعِرق حتى لو بضرب الأمثلة والمزاح.
ومن هذه الافتراءات على هذا الإنسان العظيم، الحديث المكذوب على لسانه.
(عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم 👈عبد حبشي👉 كأن رأسه زبيبة) أخرجه البخاري في الأحكام برقم (7142) وابن ماجه في الجهاد برقم (2860) وأحمد في مسنده برقم (3/114)
سأتحدث عن خطأين في هذا الحديث، ولن أدخل في تفاصيله ومضمونه عن السمع والطاعة، وإن أخذ مالك وجلد ظهرك، والشيخ الذي خرج علينا مؤخراً وهو يقول: لا يجوز الخروج على الحاكم وإن زنى وإن شرب الخمور على الهواء مباشرة نصف ساعة.
الخطأ الأول: العنصرية في الكلام والانتقاص من أصحاب البشرة السوداء "عبد حبشي".
وكأن أصحاب البشرة السوداء نَكِرة أو حرف ساقط أو أقل مكانة من غيرهم! مع أن الله يقول (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ)
فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى ألواننا ولا أموالنا ولا عشيرتنا، بل ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا.
(وَمَآ أَمْوَٰلُكُمْ وَلَآ أَوْلَٰدُكُم بِٱلَّتِى تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰٓ إِلَّا 👈مَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحًا👉 فَأُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ ٱلضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا۟ وَهُمْ فِى ٱلْغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ)
الخطأ الثاني: الاستهزاء بخلق الله، عندما تستهزء بشخص بأن أنفه طويل أو فمه كبير أو رأسه كالزبيبة،
فهذا استهزاء وسُخرية من خلق الله، لأن الإنسان لا يملك لنفسه شيء في هذه الأمور، ولم يخلق نفسه حتى يجعلها كما يحب البشر كي لا يستهزءوا به.
قال تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ 👈لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُوا۟ خَيْرًا مِّنْهُمْ👉 وَلَا نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ 👈وَلَا تَنَابَزُوا۟ بِٱلْأَلْقَٰبِ 👉ۖ بِئْسَ ٱلِٱسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلْإِيمَٰنِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ)
فهل تعتقدون أن صاحب الخلق العظيم، يتكلم بهذا الكلام اللّا إنساني ويخالف ربه سبحانه وتعالى؟!
تعالى الله عما تقولون.
كفاكم تشويهاً لديننا الحنيف.
كفاكم إساءة لرسولنا الكريم.
أكثر من أساء لهذا الرسول هو التراث المعنعن، إساءات لم يفعلها حتى المشركين.
اللهم إنّا نبرأ إليك من كل من أساء لدينك ورسولك.
قراءة المزيد..
❖ نعمة العقل.
📅 27 مايو 2025
ميّز الله الإنسان عن غيره بالعقل والقدرة على التفكير والاختيار، فكان مع العقل الحرية، ودعا في أكثر من موضع إلى استخدام العقل.
ذكر الله قوله:
(إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَأيَٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) 6 مرات
وقوله (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) 3 مرات
وذكر كلمة (يَعْقِلُونَ) 22 مرة
ودعا إلى عدم تحييده.
(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٌ)
وجعل العلم أساس التوحيد.
(فَٱعْلَمْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ)
وشنّع من لا يستخدم عقله.
(كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم)
(أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ)
وأكثر من ذلك، ذمهم ووصفهم بأنهم أضل من الأنعام.
(وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَآ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ كَٱلْأَنْعَٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)
وبعد كل هذا يطل علينا أحد رجال الدين ليقول لنا: عقلك كالحمار، عندما تصل إلى الشيخ، اربطه وادخل لتتلقى النقل بلا عقل.
والشيخ الآخر يقول لنا بكل جرأة: إن تقديم العقل على النقل هو طريقة أهل الضلال.
فالله أنزل كتابه لقوم يعقلون، وهو يخاطب أولي الألباب، فمن عمل بعقله يستطيع استنباط أحكامه وتدبر آياته، ومن عطّل عقله، فسيرى أن كتاب الله عبارة عن طلاسم وشيفرات وإعجاز يصعب فهمه، فيلجأ للشيخ كي يُفهمه إياه ويضرب بقوله تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) عرض الحائط.
وتذكروا قوله تعالى ﴿وَقالوا لَو كُنّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ ما كُنّا في أَصحابِ السَّعيرِ﴾
صدق الله وكذب الجاهلون.
قراءة المزيد..
❖ الخمر وحكمه.
📅 27 مايو 2025
هل الخمر مُحرّم؟
هل الاجتناب يعني التحريم؟
هل يصل إلى درجة التحريم بما أنه إثم؟
مفهوم الإجتناب:
عند دخولك إلى مدينة كبرى، تجد لافتة مكتوب عليها عبارتين:
1- لو أكملت مسارك بشكل مستقيم ستدخل إلى وسط المدينة.
2- لو انعطفت يمينًا، ستجد طريقًا جانبيًا يجنبك الدخول إلى وسط المدينة.
لك حرية الاختيار، إذا سلكت الطريق الجانبي، ستتجنب الكثير من المشاكل بدخولك إلى وسط المدينة، كتجنب إشارات المرور والازدحام والشرطة والمطبات ووو...الخ.
لكن هذا لا يعني أن الدخول إلى وسط المدينة خطر أو ممنوع قانونيًّا، ولكن إذا قررت الدخول إلى وسط المدينة فعليك تحمل المسؤولية.
أما من الناحية الشرعية.
الاجتناب درجة مختلفة عن التحريم، وتكون في أمر مذموم وفي أحيان يبلغ درجة المنكر "مثل قول الزور" وهي لا تعني أيضاً أن الخمر أمر محمود بالمطلق.
أخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن (إِن تَجۡتَنِبُوا۟ كَبَاۤىِٕرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَیِّـَٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلࣰا كَرِیمࣰا)
فهل الخمر من كبائر ما نُهينا عنه؟
لا أعتقد ذلك وفق الآيات، فلا يمكن أن نضع الخمر بجانب أكل أموال الناس بالباطل، لكن إدمان الخمر وسوء استخدامه قد يؤدي بصاحب النفس المائلة، إلى الفجور، وقد يرتكب من المظالم ما هو أشنع من قول الزور عند شربه للخمر.
✅ هل الخمر أمر سيء؟
في الغالب، نعم، إذا نظرنا إلى المجتمعات المتعارف فيها شرب الخمر، نجد البعض يتحول إلى بهيمة هائجة عند شربه له، والبعض يصبح إنسانًا شاعريًا، والآخر يسرد كل تاريخه الفاضح، مع أنه في صباح نفس اليوم، كان يحاضر فريق عمله في الأخلاق وضبط النفس.
في تلك المجتمعات، نُصادف قلة من الناس لا يتبعون أي مذهب أو تعاليم في كتاب يمنعهم من الخمر، لكنهم يختارون اجتنابها طلبًا لسلامة البدن والعقل.
لذلك مسألة الخمر أراها تعتمد على الشخص نفسه وقابليته لاستغلالها بالدرجة الأولى، لا أقول أنها حلال بل هي أقرب للحرام ولكن لا يمكن أن أضعها في سلة واحدة مع الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله وأكل أموال اليتامى ظلماً والسرقة وعبادة الطاغوت.
شارب الخمر أعتقد أنه مُسائل أمام الله بجريرة ما يرتكب من أمور عند شربه، فلو سكر واعتدى بالضرب أو قتل أو سرق، فلا أعتقد أن سكرته تعذره بأي شكل من الأشكال عن أخذ جزاء ما ارتكب أمام الله، لذا فالأمر خطير جداً.
في المقابل إن شرب ولم يسكر، وكان واعي فيما يقول، فلا مشكلة لديه إطلاقاً في أن يقيم الصلاة.
هنا الضابط (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَـٰرَىٰ 👈حَتَّىٰ تَعۡلَمُوا۟ مَا تَقُولُونَ👉)
لكن ما معنى سُكارى وما علاقتها بالخمر؟
سكارى تعني حالة من اللا وعي وعدم إدراك ما يفعل أو ما يقول، وقد يكون ذلك أيضاً بسبب التعب الجسدي بسبب إرهاق العمل.
فالشخص الذي في حالة سُكر، هو شخص مشوش الأفكار وغير مُدرك لما يفعل ويقول.
لهذا، أمر الله الإنسان بعدم الصلاة في هذه الحالة حتى يذهب عنه سُكْرُه ويصبح خالي الذهن ومن ثم يصلي.
قال تعالى:
(وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ)
يعطي لنا الله في هذه الآية توضيحاً لكلمة سُكارى وهو عدم الإدراك واللا وعي من هول الموقف عند قيام الساعة.
فالسُكْر لا يقتصر على الخمر فقط، فكل ما يُذهِب العقل هو مُسكِر.
أما اعتبار الخمر محرّم لأنه من الفواحش، وأن الله حرّم الفواحش (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّىَ 👈ٱلْفَوَٰحِشَ👉 مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)
فعلينا أولاً أن نراجع الآيات التي ذكر الله فيها "إثم" و نقابلها بالآيات التي جاءت فيها مُعرّفة. (الإثم)
سأعطي مثالاً:
1- (لَوۡلَا یَنۡهَىٰهُمُ ٱلرَّبَّـٰنِیُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ عَن قَوۡلِهِمُ 👈ٱلۡإِثۡمَ👉 وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُوا۟ یَصۡنَعُونَ)
فهنا الإثم "قول" لا علاقة له بالخمر.
2- (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱجۡتَنِبُوا۟ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ 👈إِثۡمࣱۖ👉 وَلَا تَجَسَّسُوا۟ وَلَا یَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ)
في هذه الآية ورد لفظ "إثم غير مُعرّف.
فهل يصح أن نقول أن بعض الظن محرم؟
لا أعتقد.
الأصح أن نقول هو إثم كما قالت الآية، أي معناه أنه شيء مُضر للفرد والمجتمع.
وكذلك الخمر فيها من الضرر ما فيها (إثم كبير)
✅ هل هو من كبائر الإثم؟
قد يكون ذلك في حالة الإدمان وإهلاك النفس.
فالخمر هو كل ما يخامر عقل الإنسان أو يغلق منافذ الإدراك عنه.
الله يشفي كل مُبتلى بإدمان هذا المنكر ويعوضه فيما يغنيه عن إضرار هذا الابتلاء.
قراءة المزيد..
❖ حياة النبي.
📅 27 مايو 2025
رسول الله في حياته وفي زمانه، كان يعيش حياته الطبيعية مثله مثل أي انسان في ذلك الزمان، كان ينظف أسنانه بالسواك بحسب الأدوات المتاحة في ذلك الزمان، فالسواك ما هو إلّا الوسيلة المتاحة لتنظيف الأسنان في ذلك الزمان، فلم يكن للفرشاة والمعجون أي وجود، فاستخدم رسولنا الكريم الأدوات المتاحة في زمانه، فلو عاش في زماننا هذا، لاستخدم الفرشاة والمعجون بدلاً من السواك، لأنها الأدوات المتاحة في زماننا هذا، ولربما لبس البنطال والقميص، واستخدم الحمّام الافرنجي بدلاً من الاستنجاء بثلاث حجرات (كما تقول الرواية)، وركب الطائرة والسيارة واستخدم الهاتف النقّال.
رسول الله لم يخالف قومه في ملبسهم ومأكلهم.
لبس كما يلبس ابو بكر و أبو لهب و أبو طالب وغيرهم.
ينام كما ينامون.
يلبس كما يلبسون.
يأكل كما يأكلون.
مارس حياته الطبيعية كإنسان مثله مثل باقي البشر.
فكفاكم تقزيماً لهذا الدين وجعل كل أفعال الرسول ديناً وأن كل أفعاله توقيفية لا تقبل الحداثة حتى في زماننا هذا.
الكثير لم يفهم معنى كلمة "الرسول" لو فهمنا قوله تعالى:
1- (يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ 👈بَلِّغْ👉 مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)
2- (مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا 👈ٱلْبَلَٰغُ👉)
لتغيرت الكثير من المفاهيم.
رسول الله صاحب رسالة إلهية ومطالب بتبليغنا ما أمره الله به، أما أعماله وأفعاله وأقواله، فهي ليست ديناً من عند الله، ولسنا مطالبين بها، فمن شاء فليفعل كما كان يفعله النبي لكن عليه أن يعلم أن دين الله يتمثل في كتابه وليس في حياة انسان.
قراءة المزيد..
❖ الجرح والتعديل.
📅 27 مايو 2025
كثيرة هي التناقضات والمخالفات التي في التراث الديني، وهذه التناقضات لا تخفى عن أحد إلّا الجاهل أو المعاند.
ومن جملة هذه المخالفات ما يُعرف بعلم الجرح والتعديل.
هذا العلم لا وجود له في كتاب الله لا من قريب ولا من بعيد، بل يناقضه تماماً، لكن رجال الدين قاموا باختراعه والذي من خلاله صنّفوا الأشخاص.
يقول الله سبحانه وتعالى مخاطباً نبينا محمد:
(وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ ٱلْأَعْرَابِ مُنَٰفِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا۟ عَلَى ٱلنِّفَاقِ 👈لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ👉 👈نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ👉)
هذه الآية موجهة لرسول الله الموحى إليه من رب العالمين، يخبره بها الله أنك مهما حاولت فلن تعلم المنافق من غيره، بل هذا الشي لا أحد يعلمه غيري (الله).
لكن رجال الدين لهم رأي آخر، فقد علِموا المنافق من غير المنافق، وعلموا الصالح من الطالح، وعلموا الكذاب والمدلس والمُخرّف والمنحرف، وعلموا ما لم يعلمه الرسول.
هذا "العلم" قائم على تصنيف الأشخاص من خلال شهادات أشخاص آخرين، فهو علم ليس له أي بحوث ومناهج علمية.
هو يعتمد على شهادات أشخاص تمت تزكيتهم من قِبَل أشخاص آخرين لكي يطّلعوا على نوايا غيرهم بطريقة نسبية وظنّية، والتي من خلال آرائهم التي تحمل الخطأ والصواب، تم تصنيف الأشخاص، فهل دين الله يؤخذ بالظن!؟
يقول الله سبحانه وتعالى (إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ ۖ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغْنِى مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْـًٔا)
علم قائم على السماع فقط.
فلان سمع عن فلان أنه من أهل الصلاح.
فلان سمع عن فلان أنه كذّاب.
فُلان قال عن فلان أنه ثقة (وقد يكون داخلياً منافق)
عداك على أن الغيبة والنميمة تُخالف ما جاء في كتاب الله، كما في قوله تعالى (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا)
فكيف تخالفون كلام الله وترمون بآياته وراء ظهوركم، وتصنعون علماً يخالف كتاب الله في كل مضامينه، وجعلتم منه ديناً، وأن من ينكره يُعتبر بنظركم كافر ومرتد وزنديق وملحد وجب قتله!
والأنكى من هذا هو: أن القائمين على هذا "العلم" يستقصون أخبار وسير الرواة من أشخاص محددين، هم من يختارونهم وليس أي أحد.
فالسُني لا يقبل بحديث يكون أحد رواته شيعي أو حتى "متهم" أنه شيعي، والعكس صحيح أيضاً.
ثم من الذي أعطاهم الحق ومنحهم وكالة وجعلهم نوّاب عن رب العالمين لتقصّي أخبار الناس وتدوين أحاديث "ظنية" معتمدين بذلك على شهادات وتزكيات بشر معرّضين للخطأ والنسيان، ونسب هذه الأحاديث لله ولرسوله وإلصاقها بالدين وفرضها على المسلمين تحت الأمر الواقع!؟
الغاية من هذا العلم المصطنع والذي ما أنزل الله به من سلطان، هو توثيق أحاديث رسول الله.
لكن المشكلة التي وقعوا بها، أنه وبإعترافهم بأنه على رأس كل مئة عام يأتي من يجدد هذا الدين (يقصدون السُنّة النبوية) ويقوم بعمل "تحديث" له وكأنه نسخة ios وتحتاج إلى تحديثات بين الحين والآخر!
فيقوم هذا الشخص والذي يطلقون عليه لقب "الإمام المجدد" فيُضعّف الصحيح ويُصحّح الضعيف.
فما كان صحيحاً في السابق وسار عليه جميع المسلمين على أنه صحيح، قد يُصبح ضعيفاً لاحقاً، حسب ما يراه الإمام المجدد!
ولنا في الشيخ المجدد أسد السُنّة (كما يُلقّبونه) محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، أكبر مثال.
فقام هذا الإمام الجليل بمراجعة كُتب السُنن الأربعة:
1️⃣ سُنن أبي داوود.
2️⃣ سُنن ابن ماجة.
3️⃣ سُنن النسائي.
4️⃣ سُنن الترمذي.
ملاحظة هامشية: أصحاب هذه الكتب الأربعة بمن فيهم أيضاً البخاري ومسلم أصحاب "الصحيحين" ليسوا عرباً، وجميعهم من شرق آسيا (صدفة أن يكونوا جميعهم من منطقة واحدة)!
وحتى لا يصطاد أحد بالماء العكر ويظنني أنتقص من أي عِرق غير عربي، فاللبيب من الإشارة يفهم.
لنُكمل:
فقام الشيخ الألباني بوضع عناوين جديدة لهذه الكتب الأربعة آنفة الذكر، بعد أن قام مشكوراً بتنقيحها ووضع لنا العناوين التالية:
1- صحيح أبي داوود.
2- ضعيف أبي داوود.
3- صحيح ابن ماجة.
4- ضعيف ابن ماجة.
5- صحيح النسائي.
6- ضعيف النسائي.
7- صحيح الترمذي.
8- ضعيف الترمذي.
بالإضافة إلى تنقيح كتاب: الترغيب والترهيب، للمنذري، فخرج علينا أيضاً بعنوانين وهما:
1- صحيح الترغيب والترهيب.
2- ضعيف الترغيب والترهيب.
بالإضافة إلى تنقيح كتاب الجامع الصغير، للسيوطي، فخرج علينا أيضاً بعنوانين وهما:
1- صحيح الجامع الصغير "وزياداته".
2- ضعيف الجامع الصغير "وزياداته".
ولا نزال في خِضَمّ التنقيح "وتجديد الدين" وبالتأكيد لا بد لنا أن نذكر كتاب الأدب المفرد، للبخاري، فقام الشيخ الألباني مشكوراً أيضاً، بتنقيحه على كتابين، فخرج علينا بعنوانين:
1- صحيح الأدب المفرد.
2- ضعيف الأدب المفرد.
لم يكتفِ الألباني عند هذا الحد، فقام بطريقه بوضع سلسلة جديدة أطلق عليها إسم:
1- سلسلة الأحاديث الصحيحة.
2- سلسلة الأحاديث الضعيفة.
وتبلغ في مجموعها 21 مجلداً!
وكأن الأمة الإسلامية لا تعاني من أي أزمات سوى أزمة نقصان كتب الحديث!
قراءة المزيد..
❖ معالجة الخطأ بالخطأ.
📅 27 مايو 2025
التناقضات الموجودة في التراث الديني، لا يغفل عنها أي مسلم، حتى التراثيين أنفسهم (إلّا المعاندين).
فعندما ننتقد مسألة معينة منسوبة زوراً وبهتاناً للإسلام، ونقول أنها لا تمُت للإسلام بصلة، ونحاول تنقية هذا الدين الحنيف من كل ما أُلصق به من أخطاء تراثية.
فعلى سبيل المثال: مسألة ضرب الزوجة أو الروايات الكثيرة التي تلعنها كالنامصة، والتي لا تُلبي زوجها للفراش، وغيرها والتي يعلم الجميع تلك الروايات.
يأتي التراثي (من الجنسين) منتقداً، وبدلاً من انتقاد تلك الروايات التي تحطّ من قيمة الأنثى في التراث الإسلامي، يقوم بمعالجة الخطأ بالخطأ، فيقول: ولماذا تُركّز على هذه الروايات ولا تذكر الروايات التي تمدح المرأة والتي فيها إكراماً للمرأة، كحديث ﴿استوصوا بالنساء خيراً﴾ وحديث ﴿رفقاً بالقوارير﴾؟
أنا لم أفهم العقلية لهؤلاء الأشخاص، يعني بدلاً من مراجعة وتمحيص وتدقيق هذه الروايات التي تحطّ من قيمة الأنثى، وإنكارها لأنها تخالف النصوص القرآنية، يقومون بترقيع الأحاديث، بأحاديث معاكسة!
يعني عادي تكون المرأة كالشيطان وكالكلب الأسود وملعونة قياماً وقعوداً، كل هذا عندهم عادي، ما يهمهم هو أن نذكر أيضاً الروايات التي تمدحها إلى جانب الروايات التي تحطّ منها!
ولا أحد يتجرأ أن يُنكر تلك الروايات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ونفس الشيء في مسألة القتال.
فعندما ننتقد أيضاً الجرائم التي ارتكبت في العصور القديمة بإسم الفتوحات الإسلامية، من سبي نساء وقتل الناس وغيرها من الجرائم، يطلّ علينا نفس هؤلاء ويقولون: ولماذا لا تذكرون جرائم الغرب ضد العرب والمسلمين!؟
وكأننا عندما ننتقد العنف والقتل، نؤيد جرائم الغرب!
من الذي قال لهم أننا نؤيد تلك الجرائم!؟
فعندما ننتقد جرائم المسلمين، فهذا لا يعني أننا نؤيد جرائم غيرهم، فالعنف والجرم مرفوض أيّاً كان فاعله، فالإنسانية لا تتجزأ.
فنحن كمسلمين، من واجبنا أن نبرّئ ديننا الحنيف من كل الجرائم التي نُسبت له، والواجب علينا إظهاره على طبيعته التي أرادها الله في كتابه، وليس في كتب التراث.
فهؤلاء الأشخاص يعالجون الخطأ بالخطأ، وبدلاً من تصحيح الأخطاء وردّ تلك المرويات التي تُسيء إلى دين الله، يحاولون إظهار أحاديث وقصص مضادة لترقيع تلك المرويات!
قراءة المزيد..
❖ أنا والعندليب.
📅 27 مايو 2025
عندما دخلت العشرين من عمري، كنت مولعلاً بالعندليب عبدالحليم حافظ.
أعشقه عشقاً جنونياً وصل إلى حد التعصّب له، اشتريت جميع أغانيه وحفظتها عن ظهر قلب، ولا زلت أحتفظ بتلك الأشرطة حتى اليوم.
اشتريت كتاباً يتحدث عن حياته الشخصية، ومن ضمن ما قرأته أنه لا يشرب الخمور ولا يُدخّن، وكان يقوم بإحضار أحد القُرّاء ليقرأ له القرآن في بيته كل يوم جمعة، أُعجبت كثيراً بهذا الكلام، (لعلّ وعسى أن يشفع له هذا العمل يوم القيامة)
فنقلت هذا الكلام إلى أحد المقربين مني والذي كان ينتقد حُبي الشديد للعندليب.
فقال لي بسخرية وشماتة: لن ينفعه كل هذا العمل، هو في النار لأن الغناء حرام، وسيبقى يحمل أوزار كل من يسمع أغانية حتى تقوم الساعة.
قلت في نفسي: لماذا يارب! لِمَ كل هذه القسوة؟
لماذا رزقته صوتاً جميلاً طالما أنك حرّمت الغناء؟
بدأ خوفي من الله يزداد.
صرت أعبده خوفاً منه وليس حباً فيه.
مع أن الله يُعبد بالمحبة ولا يُعبد بالخوف والترهيب.
فلا معنى للعبادة إذا كانت قائمة على الخوف.
كنت أسمع محاضرات لأحد رجال الدين وهو يستهزئ بالعندليب ويتوعده (ضمنياً) بنار جهنم لمجرد أنه غنّى.
كنت أشاهد الفيديوهات والتي كان عنوانها: الأفاعي تخرج من قبر عبدالحليم حافظ.
ازدادت نقمتي.
كنت أتسائل لِمَ كل هذا؟
ما الجريمة التي ارتكبها هذا الانسان البسيط ليُعذب بكل انواع العذاب؟
ألهذه الدرجة إلهُنا قاسي؟
هو لم يقتل أحدا، ولم يحقد على أحد، ولم يكره أحد، ولم يُحرّض على أحد.
لم يزرع العنصرية ولا الطائفية، لم يحمل ولم يتبنى أفكاراً اجرامية.
كانت رسالته هي رسالة سلام ومحبة، أوصلها لنا بصوته العذب.
بينما من يقتل ويُفجّر ويُحرض على الطائفية والعنصرية يتنبّأون له في جنات النعيم!
ما هذا المعادلة!
مضت السنوات ونبذت كل ما تعلمته وراء ظهري، وانكببت على كتاب الله كأني اقرأه لأول مرة.
تفحصت كل كلمة فيه، وبحثت في كل آية فيه، ولا زلت وسأزال أبحث.
رميت بكل ما تعلمته من رجال الدين وضربت به عرض الحائط.
وجدت أن الله بريء من كل هذا العنف.
وجدت أني أعبد إلهاً جميلاً ويحب الجمال.
وجدت أن الله خلق الدنيا ونعميها وملذاتها لأجلنا.
أحببت ربي كثيراً وازداد حبي له.
صرت أعبده حباً به وليس خوفاً منه.
وجدت أن الله لم يُحرّم علينا ما كان يدّعيه رجال الدين.
وجدت أن رجال الدين اخترعوا مصدر آخر للدين أطلقوا عليه اسم "السُنّة النبوية" وجعلوه أصل الدين والقاضي على كتاب الله!
كتبوه على مقاسهم وبما يتوافق مع أفكارهم.
ولأنهم يكرهون الحياة (ماعدا النساء فيها) فإنهم:
حرّموا الغناء.
حرّموا الموسيقى.
حرّموا الفن.
حرموا الرسم.
حرّموا التصوير.
حرموا النحت.
حرموا الرقص.
حرموا الابداع.
حرموا كل ما هو جميل.
وفي المقابل:
أحلّوا قطع الرؤوس .
أحلّوا قتل تارك الصلاة.
أحلّوا رجم الزاني.
أحلوا قطع يد السارق.
أحلّوا ارضاع الكبير.
أحلوا ضرب الزوجة.
أحلّوا ضرب الطفل من أجل الصلاة.
أحلّوا شرب بول البعير.
اخترعوا عذاباً للقبر.
قتلوا فينا الحياة.
وحلّلوا كل ما هو عنيف وإجرامي.
الله بريء من كل تلك المحرّمات.
الله بريء من كل تلك المحلّلات.
الله بريء من كل ما قالوه عنه.
لا زلت أعشق العندليب وازداد عشقي لصوته ولأصحاب الزمن الجميل:
عبدالحليم.
أم كلثوم.
وردة.
ياس خضر.
ميادة.
طلاح مداح.
عبدالوهاب.
فيروز
وغيرهم الكثير
أنهيتي مقالتي هذه وأنا أُتمتم بقارئة الفنجان…
قراءة المزيد..
❖ مفاهيم مغلوطة.
📅 27 مايو 2025
🔴 فلان اغتصب فتاة.
🟢 ردة فعل المجتمع: الله رح يبعث من يغتصب بناته.
🔴 فلان خدع فتاة وقهرها.
🟢 بكرة الله يبعث من يقهر بنته/اخته.
🔴 فلان ظلم زوجته.
🟢 بكرة الله يبعثله من يظلم بناته.
🔴 فلان خدع فتاة وكسر قلبها.
🔴 بكرة الله ينتقم منه ببناته، يمهل ولا يهمل.
لا أعلم هذا التفسير المغلوط إلى متى سيستمر!؟
ما علاقة الفتاة (ابنة، أخت، زوجة، أم) بفعل مُشين قام به الرجل؟
لماذا لا تدور الدنيا عليه ويتم الانتقام منه؟
إذا اغتُصب فتاة، لماذا لا تقولون: سيأتي من يغتصبه هو؟!
أليس هو من ارتكب هذه التجاوزات؟
إذاً هو من عليه أن يدفع الثمن.
أخته لا علاقة لها بما يفعل.
أمه لا علاقة لها بما يفعل.
ابنته لا علاقة لها بما يفعل.
زوجته لا علاقة لها بما يفعل.
لماذا تُصوّرون الأنثى على أنها يجب أن تكون مُكفّرة لأخطاء الرجل!
هي لها كيانها الخاص بها، وتُحاسب على أخطائها هي وليس على أخطاء من تكون تحت وصايته.
تجد أن الأنثى نفسها تستنكر ما قام به الرجل (زوجها، اخوها…) وتتبرّأ منه، بل وتتعاطف مع الأنثى الضحية، ومع ذلك المطلوب أن تدفع هي الثمن!
لا، بل ويشمتون ويتشفّون بها إذا أصابها مكروه، ويرون أن هذا انتقام إلهي لما فعله (زوجها، ابنها..) مرددين مقولة: سبحان الله يمهل ولا يهمل.
ألا تقرأون القرآن!؟
ألا تقرأون قوله تعالى (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ)؟
عندما تظلم الأنثى أحدهم، لماذا لا نسمعهم يقولون: بكرة الله رح يبعث من يظلم ابنها أو زوجها أو والدها؟
لماذا الأنثى فقط هي من يجب أن يدفع الثمن؟!
كل انسان يُحاسب على ما فعل هو، ولا يُحاسب عن أفعال غيره، وتذكروا قوله تعالى: (وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فَرْدًا).
قراءة المزيد..
❖ حُسن الخاتمة وسوء الخاتمة.
📅 26 مايو 2025
نردد دائماً مقولة: اللهم أحسن خاتمتنا.
فالميت يُبعث على ما مات عليه (كما تقول الرواية)
فإذا سمعنا أن شخصاً مات وهو يُصلّي أو في المسجد أو مات وهو يقرأ القرآن، نقول: نياله على هالموتة، فقد أحسن الله خاتمته، وعلى الفور نضمن له الجنة!
ولكن إذا مات الانسان وهو يستمع للأغاني (باعتبارها مُحرّمة) أو مات وهو يشاهد فيلماً أو مات وهو يغني، نقول: اللهم أحسن خاتمتنا، ظنّاً منّا أن خاتمته سيئة لأن الميت يُبعث على ما مات عليه كما أسلفنا.
حسن الخاتمة وسوء الخاتمة ما هي إلّا مقولات تراثية ما أنزل الله بها من سلطان.
حسن الخاتمة الحقيقي هو أن تموت وقلبك صافياً من الشرك.
حسن الخاتمة الحقيقي هو أن تموت ولم تظلم أحداً.
حسن الخاتمة الحقيقي هو أن تموت ولم تشهد زوراً.
حسن الخاتمة الحقيقي هو أن تموت ولم تأكل مال اليتيم.
حسن الخاتمة الحقيقي هو أن تموت ولم تأكل ميراث أخواتك.
حسن الخاتمة الحقيقي هو أن تموت ولم تتعدّى على حقوق غيرك.
هذا هو حسن الخاتمة وعكسه سوء الخاتمة.
أما أن تموت وأن ساجد أو تموت وأن تشاهد التلفاز وتستمع للأغاني التي يعتبرونها محرمة في التراث، فهذا ليس له اعتبار عند الله.
إذا مُتَّ وأنت ساجد فلن يزيد من حسناتك، وإذا مُتَّ وأنت تسمع الأغاني، فلن يُنقص ذلك من حسناتك.
الله سبحانه وتعالى يُخبرنا بأنه لن يُضيع مثقال ذرة من عمل سواءً صالحاً أو طالحاً.
✅ (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۞ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
✅ (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ)
كتاب الله لا يُخبرنا بأن من يموت ساجداً فله الجنة.
كتاب الله لا يُخبرنا بأن من يموت وهو يسمع الأغاني فليتبوّأ مقعده من النار.
كتب التراث هي من تُخبرنا بذلك.
كُتب التراث هي من صوّرت لنا الله على أنه إله، على استعداد أن ينسف كل ما فعلته من خير لمجرد أن تموت وأنت تشاهد فلماً مثلاً.
وهو القائل (لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ)
فبالمفهوم التراثي، لو أن شخصاً أنفق كل أمواله على الفقراء والمساكين وتكفّل بالأيتام ثم مات وهو يستمع للأغاني، فإن خاتمته سيئة.
ملاحظة: سماع الأغاني هي مجازية لأنهم دائماً ما يجعلونها مقياساً لسوء الخاتمة، وقس على ذلك كل ما هو مُحرّم أو منبوذ في التراث.
الخلاصة: الانسان على أي حالٍ مات، فهو سيُحاسب على ما عمل في حياته.
قراءة المزيد..
❖ الأعراب أشد كفراً ونفاقا.
📅 26 مايو 2025
يكاد جميع المسلمين (إلّا من رحم الله) قد يكون مقتنعاً أن كلمة "الأعراب" تعني العرب، أي القومية العربية، وعلى وجه الخصوص أهل البادية أو البدو.
وعلى هذا يتم الانتقاص من أهل البادية باعتبارهم منافقين بدليل القرآن!
لكن في حقيقة الأمر أن كلمة الأعراب في كتاب الله لا تعني العرب أو البدو، والكلمة لا تتحدث عن قوميات.
فالعربي هو الشيء المُعرّب والمفهوم والواضح، وهذه الكلمة لا تعني القومية العربية أو اللغة العربية.
فقوله تعالى (قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِى عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) تعني أنه قُرآناً مفهوماً وواضحاً وهو الخالي والتام من العيب والنقص والاعوجاج، وهذا تأكيداً لقوله تعالى (وَلَقَدْ جِئْنَٰهُم بِكِتَٰبٍ فَصَّلْنَٰهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
وقوله (وَكُلَّ شَىْءٍ فَصَّلْنَٰهُ تَفْصِيلًا)
وبالعودة لكلمة "الأعراب" فهي النقيض لكلمة "عرب" بسبب دخول همزة التعدّي على الكلمة، فقلبت المعنى إلى النقيض.
مثال ذلك:
(عرب - أعرب)
(قسط - أقسط)
(عرض - أعرض)
فعندما دخلت همزة التعدي على الكلمة تغير المعنى إلى النقيض.
حتى في المدرسة عندما يقول المُعلّم للطالب: اعرب ما تحته خط، أو اعرب البيت التالي، فهو يقصد اشرح ووضّح لي.
وأيضاً هذه الكلمة نستخدمها في حياتنا اليومية، فمثلاً عندما نتناقش مع شخص ويقول لنا كلام لا نرغب به أو نستنكره، نقول له بلهجتنا السورية: إعرب لي إياها!؟
الخلاصة: الأعراب هم الفئة التي فيها إعوجاج عن الحق والاستقامة، وربنا سبحانه وتعالى لا ينتقص من قومية ويقول عنهم منافقون وتكون هذه الكلمة حُجّة لكل من أراد النيل والتنمّر من أهل البادية.
ثم إن كلمة "البدو" ذكرها الله في كتابه في سورة يوسف في قوله (وَقَدْ أَحْسَنَ بِىٓ إِذْ أَخْرَجَنِى مِنَ ٱلسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ 👈ٱلْبَدْوِ 👉 مِنۢ بَعْدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيْطَٰنُ بَيْنِى وَبَيْنَ إِخْوَتِىٓ)
فلو كان معنى "الأعراب" هم أهل البادية كما يعتقد البعض، لقال الله (البدو أشد كفراً ونفاقاً) وانتهى الأمر.
قراءة المزيد..
❖ الملحد وأنواعه
📅 26 مايو 2025
الملحد (برأيي الشخصي) ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: هو "المعلم الكبير" وهو الشخص الذي لم يقتنع بالأديان، لذلك طوى صفحة الأديان وركّز جُل اهتمامه على ما يفيده من بحوث وعلوم وغيره.
الثاني: هو الملحد "الوسطي" وهو يشبه نوعاً ما، الأول، يتميّز الثاني بأنه محاور ويحترم الرأي الآخر والاختلاف، ويحترم أصدقائه من جميع التوجهات، وبالنسبة لمقالاته فهي متنوعة، وفي بعض الأحيان ينتقد الأديان في بعض المقالات.
الثالث: هو ملحد من "سوق الجمعة" وله أسماء أخرى مثل "ملحد صف أول" "ملحد أبو ريالين" وغيره.
هذا النوع يختلف جذرياً عن الأنواع السابقة، لا يمتلك لا فكر ولا هم يحزنون، سمع أن الأديان صناعة بشرية، فقال أي "والله" صحيح، الأديان صناعة بشرية، كيف لم أفكر بهذا من قبل! ليس لديه أي فِكر، يُركّز كل اهتماماماته ومقالاته على السخرية والاستهزاء من الأديان (الإسلام حصراً) وكأن من أركان الإلحاد هو السخرية والاستهزاء من الأديان، (لم أقل انتقاد لأنه أصغر من أن ينتقد) فالنقد يحتاج لإنسان لديه فِكر وعقل وهو الشيء الذي يفتقده صاحبنا ابو ريالين.
هو يريد أن يعيش حياته دون أي ضوابط وأي ممنوعات، على قولة أخوتنا المصريين (مش عايز حد يقله تلت التلاتة كام) فوجد أن الإلحاد يحقق له ذلك، مع أن هناك من يؤمن بالأديان ويفعل كل الموبقات وأكثر!
لذلك يعتبر السخرية هي انتقاد!
هذا النوع لا يحترم من يختلف معه بالرأي، بل يحتقر كل أصحاب الأديان، وللأمانة هو يحتقر المسلمين فقط، ويرى نفسه أفضل منهم لأنه انسلخ من كل الأديان، ويرى نفسه على حق وجميع أصحاب الأديان على باطل، واذا تناقش مع غيره وقام غيره بالرد عليه يقوم بسبّه وشتمه والسخرية منه.
هذا النوع هو عالة على الأنواع السابقة وعبء عليهم لأنه محسوب عليهم لأنه ملحد.
النوع الأول والثاني أصحاب فِكر وأنا أحترمهم لأنهم يناقشون بموضوعية ويحترمون مع يختلف معهم، بينما أبو ريالين لا يحترم من يختلف معه ودائماً على لسانه السب والشتم.
والانتصار بنظره هو الاستهزاء بالاسلام (حصراً) قدر المستطاع، والمشكلة أن كل الأطروحات التي يقدمها هي ساذجة وغبية لا تُقدّم ولا تؤخر، ويجمع عنده كم ملحد من نفس نوعيته يؤيدوه فيما يقوله ويمنحوه نشوة ولذة الانتصار والهيبة، يعتقد أن الانتصار هو السخرية من الاسلام فقط، ولا يتجرّأ على انتقاد أي دين آخر، أصلاً هو مو فاهم الإسلام حتى يفهم غيره، تجده ليل نهار سخرية واستهزاء وشوفوني يا مسلمين كيف استهزء بدينكم، ويحضرني في هذه الحالة بالمثل الذي قاله الفنان ياسر العظمة في إحدى حلقات مرايا: ذبانة وقفت على ذيل البقرة، قالت لا تواخذينا أزعجناكِ، قالتلها ليش انتِ مين حسّ فيكي ايمتى رحتي وايمتى جيتي؟!" وعندما يتحدّث يقول: نحن الملحدون، (على أساس يضع نفسه مع الأنواع المثقفة والمفكرة)
هو أصلاً لم يفهم من الإلحاد سوى اسمه، ويعتقد أن الإلحاد موضة!
هذا النوع بالتحديد، إذا أصابته مصيبة قال يارب ويا رب، (بلا إلحاد بلا بطيخ) يعني أنا ملحد طالما ما أصابتني أي مصيبة.
أنا أحترم النوع الأول والثاني لكني لا أحترم الثالث لأنه يحقد ويكره كل من لا يوافقه الرأي.
وبالأخير أنا أحترم كل من يبادلني الاحترام ويتعامل مع غيره بالإنسانية.
لذلك يا ابو ريالين، خف علينا ترى محدا درى عنك.
قراءة المزيد..
❖ تغسيل الميت وتكفينه
📅 26 مايو 2025
تشريعات كثيرة في ديننا الإسلامي والتي ما أنزل الله بها من سلطان ونعتبرها من أساسيات الدين والتي لا يجوز المساس بها.
من تلك التشريعات هي مسألة تغسيل الميت وتكفينه!
سأُركّز في هذه المقالة على عملية التغسيل أكثر من الصلاة.
لا أعلم ما هي الغاية من تلك المسألة!
فالله سبحانه وتعالى قد فصّل لنا كتابه وكل ما نحتاجه، (وَكُلَّ شَىْءٍ فَصَّلْنَٰهُ تَفْصِيلًا) وبالعودة لكتاب الله لم نجد ولا آية تتكلم عن تغسيل الميت.
فهل نسي الله ذلك وتذكّره من كَتَب الروايات؟
عندما يكون هناك تشريع في الاسلام، فمن المفروض أن يسري هذا التشريع على جميع المسلمين، لكن مسألة تغسيل الميت لا تسري على من قُتل في سبيل الله، فيدّعون بأن دمائه هي من غسّلته!
لا أعلم من أين جاءوا بهذا الادعاء!
حُرمة الانسان الحي هي ألّا تُكشف عورته.
وحُرمة الانسان الميت أيضاً ألّا تُكشف عورته.
تغسيل الميت بدعة لا أصل لها في الإسلام وضرب من الجنون.
ثم ما هي الغاية بأن تُغسِّل انسان ثم تدفنه في التراب ليأكله الدود!
بينما المقاتل يُدفن من دون تغسيل!
بالاضافة إلى ذلك، فإن هذا العمل هو انتهاك صارخ لخصوصية الميت وكشف لعورته وعبث بها، وما يتبع ذلك من تصرفات عبثية من خلال وضع القطن أو القماش في المناطق الحسّاسة بالجسم، ولا ننسَ القصص التي تُسرّب من قِبَل المُغسّلين وخصوصاً النساء، عن فضح بعض خصوصيات الميت.
كل هذا عبث وانتهاك لحرمة الميت، فالأولى أن الميت تُنزع منه الأشياء ذات القيمة حتى يستفيد منها الحيّ ثم يدفن بملابسه.
السؤال المباشر:
ماذا سيحصل لو لم يُغسّل الميت ولم يُكفّن ولم يُصلّى عليه ودُفن بالملابس التي مات فيها؟
الجواب: لا شيء، لن يُغيّر ذلك من مصير الميت، فالميت له عمله الذي لن ينقص ولن يزيد ولن يتأثر إذا غُسّل أم لم يُغسّل، واذا صُليّ عليه أم لم يُصلّى عليه.
وهذا تأكيداً لقوله تعالى (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ)
فهل إذا لم يُغسّل الميت أو لم يُصلّى عليه سيُدخله الله النار!
من يعتقد ذلك فهو واهم وعليه مراجعة أفكاره ومراجعة كتاب الله جيداً، فكتاب الله لم يقل ذلك، وليس من شروط قبول العمل أن يُغسّل الميت ويُصلّى عليه.
تغسيل الميت هي عادات وتقاليد تم توارثها وأصبحت عرفاً متداولاً ولا علاقة له بالدين.
أما صلاة الجنازة: فالصلاة دعاء وليست الصلاة الحركية التي نعرفها.
وهذا معنى قوله تعالى (وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ)
فالصلاة هنا دعاء للميت بالرحمة والمغفرة.
ويؤكد ذلك قوله تعالى (وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلْإِيمَٰنِ)
وقوله (رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِى وَلِوَٰلِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ)
فأقصى ما نُقدمه للميت هو الدعاء، والله هو صاحب القبول أو الرفض.
لكن صلاة الجنازة بوضعها الحالي، تعطي طمأنينة لأهل الميت وتبعث لهم السكينة بعد فقدانهم انسان عزيز عليهم، فلا يوجد بها أي انتهاك لخصوصية الميت على عكس التغسيل والتكفين.
قراءة المزيد..
❖ أبالسة الدين
📅 26 مايو 2025
اقرأوا معي هذه الآيات:
✅ (ٱتَّبِعْ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ ۞ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكُوا۟ ۗ وَمَا جَعَلْنَٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ) [الأنعام 106-107]
✅ (إِنَّكَ لَا تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ) [القصص 56]
✅ (إِنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ لِلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ ۖ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ) [الزمر 41]
✅ (وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ) [الشورى 6]
✅ (وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ) [الكهف 29]
✅ (وَعَلَى ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ ۚ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَىٰكُمْ أَجْمَعِينَ) [النحل 9]
✅ (وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُۥٓ ۚ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ) [لقمان 23]
✅ (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) [الغاشية 22]
✅ (وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلَّا بِٱلْحَقِّ ۗ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَأَتِيَةٌ ۖ فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ) [الحِجر 85]
✅ (ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ) [النحل 125]
✅ (وَلَا تُجَٰدِلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوٓا۟ ءَامَنَّا بِٱلَّذِىٓ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَٰحِدٌ وَنَحْنُ لَهُۥ مُسْلِمُونَ) [العنكبوت 46]
✅ (لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة 8]
جميلة هي هذه الآيات أليس كذلك.
فهي تريح القلب وتمنح الطمأنينة، كيف لا وهي تدعو إلى التسامح والمحبة وحرية الاعتقاد.
لكن يؤسفني أن أخبركم بأن جميع هذه الآيات منسوخة!
منسوخة؟
نعم منسوخة!!
منسوخة، ملغية، أي لا يُحتجّ بها، وهي موجودة فقط من أجل القراءة!
هذا ما يقوله الشيخ: ابي محمد مكي ابن ابي طالب القيسي في كتابه: الايضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.
هذا هو مفهوم التراث للدين!
ما الذي نسخها؟
من الذي تجرّأ وألغى آيات من كتاب الله؟!
الجواب: البشر!
مستغربين أليس كذلك؟!
كُتُب البشر هي من نسخت وألغت هذه الآيات، بأحاديث ما أنزل الله بها من سلطان وألصقوها بظهر النبي وتقوّلوا عليه ما لم يقله!
تصوّروا أن البشر غير المعصومين ينسخون كلام رب البشر!! هذا الإله العظيم الخالي من العيب والنقائص، يُلغى كلامه ويُستبدل بكلام البشر!
هل أنتم متخيّلين هذا الموضوع؟
لو تلاحظون في الآيات آنفة الذِكر والتي ادعى كهنة الدين أنها منسوخة، لا توجد آية واحدة تتكلم عن القتال! لا توجد آية واحدة تتكلم عن النار والوعيد لمن تجاوز حدود الله!
كل الآيات التي "ألغوها" من كتاب الله هي آيات التسامح والعيش المشترك والمحبة والحرية!
الله سبحانه وتعالى يدعو ويأمر بالعيش المشترك وبحرية المعتقد لكل البشر والتسامح والسلام والمحبة، ثم يأتي رجال الدين ويقولوا: لا يارب، أحكامك لا تعجبنا، لا نريد حرية ولا تسامح ولا عيش مشترك.
نريد القتل والبطش والاعتداء وتقطيع الرؤوس والكراهية والعنصرية.
فقاموا بالاتفاق مع سلاطين ذلك الزمان، باختراع مصدر جديد للدين وأطلقوا عليه اسم "السُنّة النبوية" ووضعوا في هذا المصدر جميع أفكارهم الاجرامية ونسبوها زوراً وبهتاناً لرسول الله.
كتبوا الكُتُب بأيديهم ثم قالوا أنها من عند الله!
كتبوها على مقاسهم وبحسب أفكارهم.
وحتى يعطوها صفة القداسة، يكفي أن يكتبوا قبل كل نص إجرامي مقولة "قال رسول الله" حتى تُعطى القداسة ولا يرفضها أي مسلم!
وبما أن العقول معطلة وتكتفي فقط بالنقل من رجال الدين، فلن يفكر أحد بسؤال: كيف لرسول الله أن يخالف كتاب الله؟!
فأصبح العقل الجمعي للمسلم يتوقف ويصدّق ويؤمن بما سيقال ويسمع لمجرد أن يسمع مقولة "قال رسول الله".
افتروا على الرسول كذباً بمقولات تخالف كتاب الله، مثل:
من بدل دينه فاقتلوه.
أُمرت أن أقاتل الناس.
جئتكم بالذبح.
حديث الرجم.
والكثير من المرويات التي تخالف كتاب الله وتتعدى على الآمنين باسم الفتوحات الاسلامية واغتصاب النساء باسم السبي.
ولا ننسَ بأن المرأة كان لها حصة الأسد من تلك المرويات التي تهينها وتنتقص منها وتُشبّهها بالحمار والشيطان والدابة والكلب والناقصة ومرويات اللعن.
كان لديهم عقلية جنسية بهيمية بيدوفيلية تحب التلذذ بالاطفال، فادعوا أن الرسول تزوج بطفلة ودخل بها وهي ابنة تسع سنوات حتى يُحللوا لأنفسهم هذه الجريمة.
رسول الله لم يكن موجوداً عندما كتبوا تلك الأحاديث وقالوا إنها أحاديث رسول الله، لم يكن موجوداً ليُكذّبهم ويتبرّء منهم.
وإذا انتقدت هذه الأحاديث فأنت بمفهوم رجال الدين والسواد الأعظم من المسلمين بأنك ترد على كلام رسول الله وتتجرّأ عليه، وبالتالي فأنت كافر!
أراد الحُكّام غزو البلدان وتوسيع الحكم، طلبوا من رجال الدين تمرير قرار لفعل هذا العمل ومنحه صفة القداسة، وبالطبع لا يوجد أسهل من ذلك.
نسب الغزو إلى رسول الله بأنه أمر به ليُعطى صفة القداسة ومباركة وتأييد المسلمين!
كهنة الدين لم يستطيعوا أن يُحرّفوا كتاب الله ولا أن يضيفوا أو يحذفوا منه شيئاً، ناسين أو متناسين بأن الله تعهّد بحفظ كتابه، فقاموا باختراع مصدر آخر للدين وأسموه "السُنّة النبوية".
ولكن لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، فلسان حال حُراس المعبد الكهنوتي يقول: لا تزال هناك مشكلة يجب حلها.
ما هي هذه المشكلة يا ترى؟
الجواب: هناك آيات (آنفة الذكر) لا تتوافق مع ما كتبناه في الأحاديث التي نسبناها لرسول الله ويجب التخلّص منها.
ما العمل إذاً؟
نخترع لهم مصطلح الناسخ والمنسوخ وأي آية لا تعجبنا وتدعو إلى التسامح والحرية ولا تتوافق مع أفكارنا، نقول عنها منسوخة، وبذلك تبقى الآيات كما هي في القرآن للقراءة فقط، ولكن حكمها ملغي بالنصوص التي كتبناها نحن.
حتى ابليس لا يخطر على باله هذه الأفكار لأنهم هم الأبالسة الحقيقيين.
وإذا ما انتقد أحد ما "غير مسلم" دين الإسلام وانتقد رسول الله بأنه بيدوفيلي ويدعو إلى غزو البلدان وقتل كل من لا يؤمن برسالته، مستندين بذلك إلى النصوص البخارية والكُليّنية وغيرها، تثور ثائرة المسلمين كالعادة والتي تحركهم العواطف لا العقول، ويطلقون شعارات "إلّا رسول الله" ويطالبون بقتل من يسيء للرسول وللإسلام لإثبات أن الإسلام هو دين السلام وليس دين القتل والهمجية كما يدّعي المسيء!
فبدلاً من تجفيف المستنقع، يكتفون بقتل البعوض فقط.
ومن المفارقات العجيبة، أن أهم كتب الروايات والتي تُتعبر "ثلاث أرباع الدين" بحسب المفهوم الكهنوتي، والتي تقضي على القرآن إذا تعارضت مع آيات الله، أن أصحاب هذه الكُتب ليسوا عرباً (مع احترامي لجميع القوميات دون استثناء) ولا يتكلمون اللغة العربية ولم يعيشوا في المجتمع العربي ولا يعرفون العادات والتقاليد العربية، بل جميعهم من شرق آسيا!
فمثلاً:
1- البخاري من مدينة بخارى بأوزبكستان.
2- مسلم من مدينة نيسابور بإيران.
3- الترمذي من مدينة ترمذ بأوزبكستان.
4- ابن ماجه من مدينة قزوين بإيران.
5- ابو داوود من مدينة سجستان بأفغانستان.
6- النسائي من مدينة نسا بتركمانستان.
7- الكُليني من ايران.
8- الطوسي من ايران.
9- الشيخ الصدوق من ايران.
ألا يوجد من بين الصحابة أو التابعين رجل رشيد يجمع أحاديث رسول الله باعتباره عاش معه وهو أعلم بالدين ممن سيأتي بعد مئتي سنة ويقدم لنا كُتُب ويقول أنها المكملة للدين؟
الناسخ والمنسوخ هي من أخبث الأفكار ومن أقذر الجرائم التي ارتُكِبت بحق الإسلام.
قراءة المزيد..
❖ أكذوبة أسباب النزول
📅 26 مايو 2025
من جملة الأشياء التي فرضها الكهنوت الديني على المسلمين، والتي ما انزل الله بها من سلطان هي ما يسمى بأسباب النزول.
واذا سمعوا مسلم قد رفض كتب التراث، على الفور يبادرونه بهذا السؤال:
كيف ستفهم كتاب الله وتعرف سبب نزول الآيات دون الرجوع إلى كتب التراث؟
جعلوا هذا المصطلح (أسباب النزول) مقترناً بالقرآن، ما يعني انك يا مسلم يجب عليك الأخذ بهذه الكتب لفهم كتاب ربك لان لكل آية (أو غالبيتها) هناك سبباً لنزولها.
هنا لدي بعض الاستفسارات:
1- ما مدى صحة هذه الكتب (أسباب النزول) هل هي قطعية الثبوت والدلالة أم ظنية الثبوت والدلالة؟
إذا كانت ظنية، فهي قابلة للمراجعة، وقد يكون هناك أخطاء بمحتواها، واذا كانت قطعية فيلزم الدليل على ذلك.
2- أصحاب هذه الكتب، هل هم بشر عاديين مثلنا معرضين للخطأ والنسيان، أم أنهم رُسُل من عند رب العالمين معصومين عن الأخطاء؟
إذا كانوا بشراً مثلنا، فهذا يعني أنهم غير معصومين، وبما أنهم غير معصومين، فمعنى هذا أن كلامهم لا يُعطى القداسة وهو عرضة للانتقاد والرد، لأنه غالباً فيه أخطاء لأن مؤلفيه غير معصومين، وإذا كان أصحاب تلك الكُتُب هم الرُسُل الموحى لهم من عند الله فيجب احضار الدليل على ذلك.
3- ما هو التأثير الذي سيطرأ عليّ أنا كمسلم، في حال عدم معرفتي وقراءتي لهذه الكتب، هل عدم معرفتي لأسباب النزول سينقص من ايماني بالله، وأن الإيمان بالله مرتبط بمعرفة أسباب النزول؟
إذا كان كذلك، فأين الدليل من كتاب الله؟ واذا كان العكس، فهذا يعني عدم حاجتي لها وهي مجرد كتب استفيد منها من خلال قراءتي للتاريخ مع عدم قداستها وإلزامي لها.
يعني على سبيل المثال:
إذا قرأت قوله تعالى (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا۟ ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) وفهمتها بأن هناك فئة من المسلمين ظُلِموا وأن الله وعدهم بالنصر، ولم أهتم لسبب نزول هذه الآية أو حتى أنه لم يخطر في بالي شيء اسمه سبب نزول هذه الآية، فهل سيتزعزع وينقص ايماني بالله لأني لم أعرف سبب نزول هذه الآية أو أن الله سيُدخلني جهنم لأنني لم أعرف سبب نزول تلك الآية؟
إذا كان الجواب نعم، فأرجو اثبات ذلك بآية من كتاب الله، وإذا كان الجواب لا، فهذا يعني أنني لستُ بحاجة لتلك الكُتُب.
أسباب النزول هو مصطلح بشري لا يمت للقرآن بصلة، اخترعه رجال الدين وجعلوه من أساسيات فهم وتدبر كتاب الله.
هذا عدا أن هذا المصطلح، قيّد فهم كتاب الله فقط بسبب نزول الآيات، فمن يؤمن بهذا المصطلح، فهو يؤمن ضمنياً من غير أن يدري بأن القرآن لا يصلح لكل زمان ولا مكان، لأن لكل آية هناك سبب لنزولها وانتهى ذلك الزمان وانتهى معه السبب.
من أراد التمسّك بهذه الكُتُب فهذا شأنه وهو حُرّ في ذلك، لكن لا يُلزم بها غيره من المسلمين على أنها المدخل والطريق الوحيد لفهم كتاب الله، سواءً كُتُب أسباب النزول أو الفقه وغيرها
فلا تجعل كلام البشر هو الطريق الوحيد إلى رب البشر.
قراءة المزيد..
❖ القرآن أم التراث؟
📅 26 مايو 2025
القرآن أم التراث؟ من الذي نزن به الأمور؟
الفرق بين من يتمسّك بالقرآن ومن يتمسّك بالتراث، ليس مجرّد خلاف في المرجعية أو الفهم، بل هو اختلاف في البنية العقلية، وفي القاعدة التي يُبنى عليها كل فكر وكل استنتاج.
القرآن الكريم يصف نفسه بأنه “تبيانًا لكل شيء”، وأنه “لا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين”، بينما التراث هو نتاج بشري، اجتهادات نُقلت عبر الأجيال، فيها الصواب وفيها الخطأ، فيها ما يُوافق كتاب الله، وفيها ما يُخالفه أو يُضيف عليه.
فالميزان هو الفارق الحاسم، الإنسان الذي يتخذ القرآن ميزانه الأول، حين يُعرض عليه أي موضوع، يرجع إلى كتاب الله، فإن وجد له أصلاً، قبله، وإن لم يجد، توقف أو ردَّه، لا يُقدم أي مصدر على كلام الله، ولا يزن القرآن بغيره، بل يجعل القرآن هو الميزان الذي توزن به الأقوال والمرويات والمذاهب جميعًا.
أما من يتخذ التراث مرجعًا أوليًا، فالعكس هو الذي يحدث، يقيس القرآن على ما ورد في كتب الفقه والحديث والسير، فإن خالف القرآن ما توارثه، فسّر الآيات بما يُلائم الموروث، أو تجاهلها تمامًا، وربما شكك في كفاية القرآن نفسه، وادّعى أنه لا يكفي أو غير مفصَّل، وهو بذلك، دون أن يشعر، يطعن في القرآن ذاته.
خذ مثالًا على ذلك: موضوع "نِصاب الزكاة" من يرجع إلى القرآن، سيلاحظ أن كتاب الله لم يحدد مقدارًا معينًا للمال الذي يجب فيه الزكاة، لا في الذهب ولا في الفضة ولا في الأنعام، (بغض النظر عن مفهوم كلمة الزكاة) لا تجد في القرآن لفظ “النِصاب” أصلًا.
من جعل القرآن ميزانه، سيقول: إذا لم يرد النص، فلا يجوز لنا إلزام الناس به.
أما من جعل التراث ميزانه، فإذا لم يجد في القرآن نصًّا عن “النِصاب” لا يشكك في صحة التراث، بل يُسارع إلى اتهام القرآن بالنقص أو الإيجاز المُخل، ويبدأ في تبرير غياب النص.
وهذا الموضوع مهم جدًا، لأننا حين نختلف في “الميزان”، سنختلف في كل شيء بعده.
من يزن بالقرآن سيرى الأمور بعين مختلفة كليًا عمّن يزن بالمنقول.
الأول يبدأ من النص الإلهي وينتهي برأيه، والثاني يبدأ من الرأي أو الموروث ثم يُلوي أعناق النصوص لتتوافق معه.
ولهذا، فإن أعظم إصلاح فكري يمكن أن يقوم به الإنسان هو أن يُراجع ميزانه، ويُحدد: هل القرآن هو الأصل الذي يُقاس عليه كل شيء؟ أم أنه تابع يُؤوّل ويُفسّر بما يتماشى مع ما ورثناه من السابقين؟
الجواب على هذا السؤال يُحدد منهجك كله.
قراءة المزيد..
❖ أصحاب القوقعة.
📅 13 مايو 2025
هناك فئة من المسلمين، (تقريبًا أغلبهم) لا يهتمون بتديُّنهم مع الله بقدر اهتمامهم بتديُّن غيرهم مع الله، فتجدهم يُنصّبون أنفسهم وكلاء عن رب العالمين ويمنحون أنفسهم الحق في التدخل بأفعال وأقوال وحياة غيرهم من البشر وينتقدونها إذا لم تعجبهم، لأن هؤلاء "المتقوقعون" جعلوا من أفكارهم التي ورثوها، دستورًا يجب على الجميع الإمتثال له، ولكن إذا انتقد أحداً ما أفكارهم، فإنهم يتطاولون عليهم بالشتائم والتكفير.
هذه النوعية من الناس يعتبرون أنفسهم محور الكون، وهم الوحيدون الذين فهموا الدين.
وبقية الناس عبارة عن جهلة وملحدين ومغيبين وأغبياء ومأجورين وأعداء للدين.
هم فقط من يمتلك الحقيقة.
لكن مشكلتهم أنهم لا يُطوّرون من أفكارهم التي ينتقدون بها كل من يعارضهم، لا يوجد لديهم حداثة، نفس الأفكار ونفس الكلام يكررونه في كل مناسبة.
ففي أعياد رأس السنة والميلاد، تجدهم يعيدون نفس الأسطوانة "لا يجوز الاحتفال بأعياد "الكفّار"
لا يكتفون بألّا يحتفلوا هم، بل تجدهم يتسوّلون في صفحات غيرهم ويتطفّلون عليهم وينتقدونهم لأنهم يحتفلون أو يُهنّئون أصدقائهم ومعارفهم بأعيادهم، تجدهم انشغلوا بالناس بدلاً من أن ينشغلوا بأنفسهم، همهم الوحيد "التنغيص" عليهم، وبعد أن تنتهي هذه المناسبة، يعودون إلى قوقعتهم بانتظار مناسبة جديدة، كالترحّم على غير المسلم أو الاحتفال بعيد الأم أو عيد الحب وما شابه، ليخرجوا من جديد من قوقعتهم التي وضعهم بها كهنوتهم، ليعيدوا نفس الكلام، "لا يجوز الترّحم على غير المسلم، لا يجوز الاحتفال".
الجميل في الموضوع أن هذه النوعية "المتطفلين" انشغلوا بالناس وأصبحت حياة البشر هو شغلهم الشاغل، والأجمل أن الناس لا يعيرونهم أي اهتمام، "ولا شايلينهم من أرضهم" فيمضون في حياتهم بسعادة وفرح ويعيشون لحظاتهم الممتعة، ويبقى أصحابنا "المتقوقعون" في حرقة وغليان، فلم يعيشوا حياتهم كما أرادوها، ولم يستطيعوا التأثير على غيرهم بسرقة أفراحهم ومتعتهم.
فما لهم إلّا العودة إلى تلك القوقعة بانتظار مناسبة جديدة.
وتيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جبتي.
قراءة المزيد..
❖ حذارِ.
📅 13 مايو 2025
حذارِ أخي المسلم المتمسّك بكتاب الله:
حذارِ أن تُبرّئ الإسلام وتقول أنه ليس دين عنف.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه لم يتزوج من طفلة لا تتجاوز التسع سنوات.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه ليس رحمة للعالمين.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه ليس ذو خلق عظيم.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه لم يأمر بقتل المرتد.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه لم يأمر بقتل كل من لا يؤمن برسالته.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه لم يتمنى حرق الناس التي لا تصلي في المسجد.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه لم يأمر بغزو البلدان لنشر رسالته.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه لم يقُل جئتكم بالذبح.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه لم يأمر بقطع الرؤوس.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه لم يحاول الانتحار أكثر من مرة.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه لم يرجم أحد.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه لم يُفشِ أسرار الزوجية بأنه كان يضاجع نسائه بليلة واحدة وبغسل واحد وأنه أُعطي قوة أربعين رجلاً في الجنس.
حذارِ أن تُبرّئ أمهات المؤمنين وتقول بأن عائشة لم تغتسل أمام الرجال وبينها وبينهم حجاب فقط.
حذارِ أن تُبرّئ النبي وتقول أنه لم يأمر بسبي النساء.
حذارِ أن تُبرّئ النبي بأنه لم يتزوج من سبية بعد أن غزى بلدها وقتل زوجها وأبوها وعمها!
فحذارِ يا أخي حذارِ، لأنه سيتم تكفيرك، والهجوم عليك، ليس من الغرب والملحدين والعلمانيين والليبراليين وغيرهم، بل من المسلمين الغيورين على دينهم والمدافعين عن النبي والمتمسكين برسالته والمحبين لرسول الله أكثر منك!!
الغريب أنهم سيتهمونك بالعمالة للغرب وللصهيونية والماسونية وأنك مأجور وتقبض راتب منهم لضرب "ثوابت الإسلام".
لذلك يا أخي العزيز، ولكي تكون مسلمًا حقًا ومُحبًّا للإسلام ومدافعًا عنه، عليك أن تُثبت كل هذه الجرائم للإسلام وللنبي وتؤمن بها ولا تُشكك بها أبدًا، وإلّا أصبحت كافرًا وزنديقًا.
قراءة المزيد..
❖ وهم الحقيقة المطلقة.
📅 13 مايو 2025
لا توجد حقيقة_مطلقة يا صديقي.
الحقيقة المطلقة الوحيدة التي أؤمن بها هو الله.
جميع الأفكار والتدبرات هي حقائق نسبية، ترتفع نسبتها وتنخفض من شخص لآخر.
فما أراه أنا حقيقة قد يراه غيري خرافة.
وما يراه غيري حقيقة قد أراه أنا خرافة.
لا تحتكر الحقيقة لنفسك وتصادر أفكار الآخرين، فكلنا في رحلة بحث والعلم لا يزال مستمرًا.
فالحقيقة هو الله، لكن طريقة الوصول إلى هذا الإله تختلف من شخص لآخر.
فعندما يقول أستاذ رياضيات لطلابه:
أعطوني رقمين مجموعهما يساوي 10
فتختلف الإجابات بين الطلاب.
فمنهم من يقول
5+5=10
4+6=10
2+8=10
كل هذه الإجابات صحيحة لكن طريقة التفكير تختلف من طالب لآخر.
لذلك لا تحتكر لنفسك الحقيقة ولا تجعل طريقتك في الوصول إلى الله على أنها هي الطريقة الصحيحة والوحيدة، هي حقيقة بالنسبة لك، لذلك ابقَ عليها ودع غيرك يصل إلى الله بطريقته ولا تعتدي عليه، فمن صُوَر الإعتداء أن يصادر الإنسان حق غيره في التفكير.
فمن الجهل والإجحاف أن يصادر الانسان أفكار غيره ويدّعي أنها باطلة لمجرد أنها لم توافق أفكاره ولم تأتِ على هواه أو تُخالف موروثه، فلا تُصادر يا صديقي العزيز أفكار غيرك.
وتذكّر قوله تعالى (وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَٰحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)
قراءة المزيد..
❖ كيف تُشيّطن أفكارك؟
📅 13 مايو 2025
دائمًا مثّل دور الضحية وأن العالم بأكمله يتآمر عليك لأنك احتكرت وصفة بول البعير التي تشفي الأمراض لنفسك ولم تعطهم اياها ولم تعطهم طريقة صناعة الأقمار الصناعية والتحكم بها من الأرض، وكلما سمعت عن أشخاص يحاولون توعية الناس من خلال مطالبتهم بتشغيل العقل، افتري عليهم بأنهم عملاء للماسونية ومأجورين وموظفين من قِبَل أعداء الإسلام ويقبضون الرواتب "بالدولار" لنشر الأفكار الماسونية وتدمير الدين والثوابت الإسلامية، وأنهم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بلساننا ويعيشون بين أظهرنا.
ثم قم بإنشاء مدوّنة أو اثنتين أو موقعًا أو أكثر على الشبكة العنكبوتية واكتب مقالات بأسماء وهمية أو لأشخاص ذوي مكانة علمية (لأنه لن يقرأها أحد إلّا أتباعك) يحذرون من أن الماسونية سوف ينشرون أشخاصًا ويندسون بيننا لتدمير الإسلام ولكنهم سيظهرون باسم التنوير والتفكير، ثم اكتب مقالة عن فوائد بول البعير وعدد الأمراض التي يشفيها وذيّلها بأسماء علماء من جامعات مرموقة كجامعة اوكسفورد أو هارفرد، وأن علماء الغرب أنفسهم يؤمنون بهذه الأشياء في الوقت الذي ينكره ويستهزء به أبناء جلدتنا، ثم قم بتصوير تلك المقالات (يلي أنت كتبتها ونسبتها لأشخاص آخرين) وأرفقها في تقريرك وأنت تحذر أتباعك ممن تسميهم بالقرآنيين أو التنويريين واطلب منهم أن يتأكدوا بأنفسهم من هذه المصادر ثم أرفق رابط المدونة (التي قمت أنت بإنشائها) ليقرءوا بأنفسهم تلك المقالات التي تحذر منهم وأنك لم تأتِ بشيء من عندك وأن كل كلامك بالأدلة.
قراءة المزيد..
❖ قصة قصيرة.
📅 13 مايو 2025
تم بنجاح تطبيق الشريعة السمحة على إحدى المومسات مستندين بذلك إلى "آية" أكلتها "المعزة" لكن الإمام البخاري جزاه الله خيرًا وأطعمه طيرًا نقلها لنا في السُنّة النبوية "المُطهّرة" في كتابه "أصح" كتاب بعد كتاب الله والذي يُشكّل ثلاث أرباع الدين والذي يلغي كلام الله أيضًا، بعد أن رأى قِرَدة يقومون برجم قِرّدة زانية، فتذكر تلك الآية التي أكلتها "المعزة" أثناء انشغال الصحابة في عزاء رسول الله.
فرجمها كل رجال القرية "ملائكة الأرض" والمعصومين والمنزّهين عن العيوب الأخطاء والذنوب بلا هوادة، وبعد أن تأكدوا من موتها، غطّوها بثلاثة أغطية سوداء حتى لا تنكشف عورتها، لأن هذا تكريم وتشريف لها والذي يحاول الغرب الكافر والليبراليون والعلمانيون سلبها هذا التشريف والتكريم.
وفي المساء يا سادة يا كرام، وبعد أن صلّوا العشاء، وابتهلوا إلى ربهم بالدعاء، متضرعين له بالبكاء، منيبين إليه بإخلاص ووفاء، وفي جنح الظلام الدامس وحتى لا يراهم الأخِلّاء، طافوا على الحسناوات من النساء، ليستلذوا بهن بعد تعب اليوم والعناء، فتذكروا تلك الحسناء الفاتنة، التي رجموها قبل المساء، كم كانت لطيفةً وكريمةً معهم، فهي ليست كهؤلاء النساء اللواتي يشترطن الدفع مقدمًا، فجهش أحد هؤلاء النبلاء بالبكاء وقال في نفسه: رحمها الله كانت تصبر علينا لآخر الشهر!!
قراءة المزيد
❖ أعراض فهم الدين بالمقلوب.
📅 13 مايو 2025
1- تؤمن بأن الكلب نجس وبنفس الوقت تأكل من صيده، لكن في المقابل تغمس الذبابة إذا سقطت في طعامك وتكمل الأكل بشكل طبيعي مع أنها تعيش في بيئة قذرة.
2- تؤمن أن ابن تيمية وأمثاله في الجنة على الرغم أن لديه عشرات الفتاوى بالقتل وجميعها من خارج كتاب الله وفتاوى رجال الدين بالتحريض على القتل وسفك الدماء لا تُعد ولا تُحصى، لكن في المقابل عبدالحليم حافظ في النار مع أنه لم يؤذِ أحد ولم يُحرّض على قتل أحد وذنبه أنه يغني.
3- تؤمن أن أكثر أهل النار هن النساء، لكن في المقابل الجنة تحت أقدام الأمهات.
4- تؤمن أنه يجب الالتزام بسُنّة النبي بحذافيرها كطريقة الأكل واللبس والنوم وووو إلخ، لكن في المقابل تستخدم الأسلحة والأدوات الحديثة في حروبك وأمور حياتك وتضرب السيف والرمح والبغال والحمير عرض الحائط.
5- تؤمن أنه لا كهانة في الإسلام، لكن في المقابل لا تستطيع الخروج عن تعليمات شيخك.
6- تؤمن أن لن يدخل الجنة إلّا المسلم، لكن في المقابل تحصر دخولها بأصحاب الفرقة الناجية فقط والتي تنتمي إليها.
7- تتفاخر باقتدائك بأخلاق النبي، لكن في المقابل تسب وتشتم وتصف بأقذع الكلمات البذيئة كل من يختلف معك فكريًّا.
8- تؤمن بتحريم العيش في بلاد (الكفار) وعدم التعامل معهم، لكن في المقابل تنعم باختراعاتهم وتتعالج بأدويتهم.
9- تدعوا ليل نهار على الكفار بالهلاك وتنشر التحريض والكره ضدهم، لكن في المقابل تستخدم أجهزتهم في سبّهم وشتمهم والتحريض عليهم.
10- تؤمن بتكريم المرأة واحترامها، لكن في المقابل إذا رأيت امرأة غير محجبة، تدخل بنواياها وتصفها بالفاسقة.
قراءة المزيد
❖ الباحث عن الأضواء.
📅 13 مايو 2025
في ساحة الفكر والتدبر، يظهر أحيانًا شخص يتقمّص دور الناقد الحريص، متتبعًا أخطاء الآخرين، مدّعيًا امتلاك الفهم الصحيح والتدبر السليم. لكنه، في الحقيقة، لا يقدّم أي طرح مستقل، بل يقتات على الردود والمجادلات، وكأن رسالته الوحيدة هي محاولة إثبات خطأ الآخرين، لا البحث عن الحقيقة.
المفارقة أن هذا الشخص، الذي يُنصِّب نفسه حكمًا على عقول غيره، لا يخلو من الأخطاء، بل قد تكون أخطاؤه أشدّ وأوضح. ومع ذلك، نادرًا ما يجد من يردّ عليه أو يناقشه بجدية، لا لأن حججه قوية أو لأنه على صواب، بل ببساطة لأنه لا يستحق هذا الاهتمام. فالذين يردّ عليهم منشغلون بطرح أفكارهم وتقديم رؤى مستقلة، ولا يضيّعون وقتهم في مناكفات لا تضيف جديدًا إلى الحوار الفكري.
إن ما يسعى إليه هذا النموذج من الأشخاص ليس التدبر ولا البحث عن الحق، بل لفت الأنظار إليه. فبدلًا من أن يقدّم فكرًا حقيقيًا، يعتمد على إثارة الجدل واستفزاز الآخرين ليحصل على ردود تروّج له أكثر. لكنه لا يدرك أن تجاهله هو أكبر ردّ عليه، وأن القيمة الحقيقية لا تُبنى على الهدم والتتبع، بل على الطرح والإبداع والتجديد.
قراءة المزيد
❖ النقل على العقل.
📅 13 مايو 2025
في المجتمعات التي تقدّس النقل على العقل، يصبح التفكير النقدي والتساؤل جريمة، ويُنظر إلى من يستخدم عقله كخارج عن المألوف أو حتى كخطر يهدد “المسلمات”. هؤلاء الذين يعتمدون على النقل وحده، دون تدبُّر أو تحليل، يشعرون بالتهديد عندما يواجهون فكرة جديدة أو قراءة مختلفة، فيكون ردّهم الافتراضي ليس بالحوار، بل بالشتم والتخوين والتكفير أحيانًا. لكن في الحقيقة، الشتيمة من هؤلاء ليست إهانة، بل شهادة على أنك تفكر، وأنك تحررت من عقلية التلقين الأعمى. فالعقل هو أداة الإنسان الأولى للتمييز، والتشريع الإلهي نفسه في جوهره يخاطب العقول لا الحناجر المرددة. فحين تواجه مقاومة شرسة من أصحاب المنقول، اعلم أنك على طريق التفكر والتنوير، لأن الأفكار الراكدة وحدها لا تثير ردود الفعل، أما الأفكار الحية، فهي التي تُحدث الزلازل. ولهذا أقول: إذا أتتك الشتيمة من أصحاب النقل، فاعلم تمامًا انك من أصحاب العقل.
قراءة المزيد
❖ وهم الحواس في الإلحاد، الحقيقة أوسع مما يُرى.
📅 13 مايو 2025
كثيرون ممن ينكرون وجود الله أو عوالم الغيب، يلوذون بحجة ظاهرها عقلانية: “لا أؤمن إلّا بما أراه وألمسه وأدركه بحواسي”. ويزعمون أن موقفهم علمي بحت.
ولكن لو نظرنا بعمق، لاكتشفنا أن هذا الموقف نفسه لا يقوم على منطق صلب، بل ينطوي على وهم خفي: وهم أن الحواس البشرية المحدودة قادرة على الإحاطة بكامل الوجود.
إن الحواس الخمس أدوات إدراك قاصرة. لا تدرك كل ما هو موجود في الكون:
. لا ترى العين البشرية الأشعة فوق البنفسجية ولا تحت الحمراء، مع أنها تملأ الفضاء.
. لا تلمس اليد الجاذبية، ولكننا نحيا تحت سلطانها بلا انقطاع.
. لا تسمع الأذن الذبذبات ذات الترددات العالية جدًا أو المنخفضة جدًا، رغم أنها تحيط بنا.
فلو كان الواقع محصورًا بما تدركه الحواس فقط، لكان أغلب الكون مجهولًا ومعدومًا بالنسبة للإنسان!
وحتى العقل نفسه (الذي هو أداة التفكير والإدراك) لا تراه العين ولا تلمسه اليد، فهل يعني هذا أنه وهم؟
الحقيقة أن الوهم الأكبر ليس في الإيمان بالغيب، بل في الظن أن ما تقع عليه الحواس هو وحده الحقيقة الكاملة.
إن هذا الظن يحبس الإنسان في زنزانة الجسد، ويجعله سجين بصره ولمسه وسمعه، عاجزًا عن رؤية ما وراء ذلك.
الكون أوسع، والحقيقة أعظم من أن تُختزل في إطار الحواس الخمس.
الإيمان بالله وعوالم الغيب ليس انصياعًا للجهل أو الوهم، بل هو امتداد طبيعي للمنهج العقلي السليم.
. نرى الأثر فندرك وجود المؤثر.
. نرى الحكمة والنظام فندرك أن هناك مدبرًا حكيمًا وراءها.
. ندرك أن حدود وعينا ليست نهاية الوجود، بل بداية البحث عنه.
الله عز وجل، وإن غاب عن أنظارنا، فإن أثره ظاهر في كل شيء:
في انتظام القوانين الكونية، في روعة النظام البيئي، في انسجام مكونات الحياة، وفي الشعور الفطري الذي يسكن القلب ويبحث عن معنى وغاية.
أيها الإنسان، قف مع نفسك لحظةً، واسألها بصدق:
هل أنت مجرد عين ترى وأذن تسمع ويد تلمس؟
أم أن فيك عقلًا يدرك، وروحًا تتوق، وقلبًا يبحث عن المعنى؟
لو كنت تحصر الحقيقة فيما تدركه حواسك، فكيف تؤمن بمشاعرك وعقلك وإرادتك؟
هل رأيت يومًا فكرك؟ هل لمست حبك أو ألمك الداخلي؟ ومع ذلك تؤمن بوجودها لأنها تترك أثرًا حقيقيًا في حياتك.
كذلك الإيمان بالله: ترى أثره وإن لم تره، تدركه بعقلك وقلبك، وإن لم تمسكه بيدك.
الحقيقة أوسع من أن تحيط بها الأعين، وأعظم من أن تقيّدها الحواس.
لا تجعل من قصور حواسك ميزانًا لوجود الله، ولا تجعل من عجزك عن إدراك الغيب ذريعة لإنكار الحقيقة الكبرى.
فأعظم ما في الإنسان هو أنه قادر على الإيمان بما هو أوسع من الحواس: بعقله، بروحه، ببصيرته.
إن رفض الإيمان بحجة أن الله غيبٌ لا تراه العين هو قمة السذاجة العلمية والفلسفية.
الغيب لا ينفي وجوده أنه غائب عن الحواس، بل العجز عن إدراكه هو دليل على محدوديتنا نحن لا على نقص الحقيقة.
الإيمان بالله ليس قفزًا في الظلام، بل هو استبصار بنور العقل والقلب معًا.
فلا تحصر نفسك في سجن الحواس، ولا تقنع بالوهم الذي يحرمك من رؤية الوجود الكامل.
قراءة المزيد
❖ لا تسعَ لإرضاء أحد.
📅 13 مايو 2025
منذ الأزل، والإنسان يسعى لنيل رضا الآخرين، ظنًا منه أن ذلك سيمنحه القبول الاجتماعي والاستقرار النفسي. غير أن هذه المحاولة، مهما بُذلت فيها الجهود، تظل غاية مستحيلة. فإرضاء الناس جميعًا ضرب من الوهم، لأن تأييدهم لك غالبًا ما يكون مشروطًا بمدى تطابق آرائك مع آرائهم، لا بحقيقتك أو جوهرك.
من يؤيدك اليوم، قد يفعل ذلك لأنه يرى أنك لا تزال متوافقًا معه في الأفكار والقيم، لكن ماذا لو حدث العكس؟ ماذا لو عبّرت عن رأي مختلف أو خالفت قناعاته في مسألة ما؟ عندها ستنكشف الحقيقة، وسيتحول البعض من داعمين إلى مهاجمين، وستظهر نزعاتهم الأيديولوجية وتعصبهم الذي لم يكن واضحًا من قبل.
ستدرك أن كثيرًا ممن كانوا يصفقون لك، لم يكونوا يرونك كفرد مستقل، بل كنسخة أخرى منهم، وما إن تختلف عنهم حتى تصبح في نظرهم خصمًا.
فاستقلال الرأي أهم من رضا الآخرين، لست مضطرًا إلى السير وفق رغبات الجميع أو مراعاة مشاعرهم على حساب قناعاتك. فالناس بطبيعتهم متقلّبون، ومن الخطأ أن تجعل قبولهم لك معيارًا لتقييم ذاتك. بل يجب أن يكون معيارك الحقيقي هو اتِّساقك مع قيمك ومبادئك، حتى لو أثار ذلك استياء البعض.
لا تخشَ الغضب، فهو لحظة كاشفة، حين تختلف مع الآخرين، قد تجدهم يهاجمونك بشدة، لا لأن رأيك خاطئ بالضرورة، بل لأنك كسرت لديهم صورة مثالية كانوا قد رسموها عنك. لا تأخذ غضبهم على محمل شخصي، بل انظر إليه كاختبار لكشف حقيقتهم. فمن يحترمك حقًا، سيحترم اختلافك، أما من يجعل موافقتك له شرطًا لعلاقتكم، فهو لم يكن معك من الأساس.
كن ذاتك ولا تخشَ العزلة، لا تجعل رضا الناس هدفك، بل اجعل الصدق مع نفسك ومبادئك هو الأساس. بعض العلاقات ستتغير، وبعض الأشخاص سيبتعدون، لكنك ستكسب أهم شيء: راحة البال والقدرة على التعبير بحرية دون الخوف من تقلبات الآخرين.
قراءة المزيد
❖ ازدواجية الضمير
📅 13 مايو 2025
في عالم يزعم أنه قائم على العدالة والمساواة، نجد ظاهرة خطيرة تتسلل إلى مواقف الأفراد والمجتمعات، بل وحتى إلى الإعلام والسياسة، وهي “ازدواجية الضمير أو الضمير الانتقائي” هذا الضمير ليس مطلقًا في مبادئه، بل يستيقظ عندما يتوافق الحدث مع تحيزاته، وينام حين لا يتماشى مع مصالحه أو رؤيته للعالم.
ازدواجية الضمير، هو ذلك الشعور الإنساني الذي يظهر فقط عندما يكون الضحية من “الفئة التي نتعاطف معها”، أو عندما يكون الجاني من “الفئة التي نكرهها”، لكنه يختفي إذا انعكست الأدوار. بكلمات أخرى، هو معيار مزدوج في تقييم المآسي والجرائم، حيث تُحدد المواقف بناءً على هوية الفاعل والمفعول به، وليس بناءً على المبدأ الأخلاقي ذاته.
عندما يُقتل إنسان من مجموعة عرقية أو دينية معينة، يثور العالم غضبًا، لكن عندما يُقتل شخص من مجموعة أخرى، يُنظر إلى الحادثة ببرود أو حتى يتم تبريرها.
نجد بعض الدول أو الأفراد يدافعون بشراسة عن حقوق الإنسان عندما تكون الدولة المعتدية خصمًا سياسيًا لهم، لكنهم يبررون الانتهاكات نفسها إذا كان الجاني حليفًا لهم.
هناك من يدافع عن حرية التعبير عندما يتعلق الأمر برأيه، لكنه يسعى إلى قمع أي رأي مخالف تحت حجج مختلفة مثل “الأمن القومي” أو “احترام المقدسات”.
تم شجب الفساد والديكتاتورية في دولة معينة، لكن يتم التغاضي عنهما في دولة أخرى فقط لأن النظام الحاكم هناك يتوافق مع المصالح الشخصية أو الأيديولوجية للمنتقدين.
فالبشر بطبيعتهم يميلون إلى دعم من يشبههم في الفكر أو الهوية، وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى رؤية مشوهة للواقع.
وسائل الإعلام مثلًا، تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الضمير الانتقائي عبر انتقاء الأخبار التي تعرضها، وكيفية تقديمها، واللغة المستخدمة في توصيف الضحايا والجناة.
القوى الكبرى تستخدم الضمير الانتقائي كسلاح سياسي، حيث يتم توظيف حقوق الإنسان والديمقراطية كأدوات ضغط، بينما يتم غض الطرف عن الانتهاكات عندما تخدم مصالحها.
ولتجاوز كل هذا، يجب أن يسأل الإنسان نفسه: هل موقفي سيكون نفسه لو كان الضحية أو الجاني من فئة أخرى؟ هل أحكم بناءً على المبادئ أم على الهويات؟
بدلاً من الاعتماد على مصدر واحد قد يكون متحيزًا، يجب البحث في وجهات نظر مختلفة للوصول إلى صورة أكثر حيادية.
ويجب أن يكون موقف الإنسان ثابتًا تجاه القضايا الأخلاقية، بغض النظر عن هوية الفاعل أو الضحية.
فازدواجية الضمير هو أحد أخطر أمراض المجتمعات الحديثة، لأنه يجعل من العدالة مجرد أداة يتم استخدامها حسب الهوى، وليس كمبدأ إنساني ثابت. إذا أردنا عالمًا أكثر عدلًا وإنصافًا، فعلينا أن نتخلى عن هذه الازدواجية، وأن نكون صادقين مع أنفسنا قبل أن نحاكم الآخرين.
قراءة المزيد
❖ دعهم يتكلمون، وواصل طريقك بسلام
📅 13 مايو 2025
في هذه الحياة، ستواجه الكثير من الأشخاص والمواقف التي قد تستفزك أو تحاول جرّك إلى جدال لا طائل منه. لكن لا تغضب، ولا تمنح أحدًا سلطة على مشاعرك. فالغضب لن يغير شيئًا، بل سيستهلك طاقتك ويفقدك هدوءك. تذكّر دائمًا أن معظم الأمور التي تثير حنقك اليوم، ستبدو تافهة بعد وقت، فلماذا تستهلك أعصابك لأجلها؟
لا تجادل أحدًا، فبعض العقول مغلقة، والجاهل لن يفهم ما تقوله، ومن يراك على باطل لن يقتنع بكلامك مهما شرحت، والمتحيّز لن يسمعك أصلًا، أما الانتهازي فسيأخذ كلامك ليقلبه لصالحه. لا فائدة يا صديقي من محاولات الإقناع في عالم مليء بمن لا يريد أن يسمع. وفّر على نفسك العناء، وبدلًا من الانشغال بمن لا يستحق، ركز على ما ينفعك وما يمنحك راحة البال.
اعتزل كل ما يؤذيك، سواء كان أشخاصًا أو مواقف أو حتى أفكارًا سلبية. الحياة أقصر من أن تضيعها في صراعات لا جدوى منها. كن هادئًا، تمسك بحكمتك، واترك للزمن أن يثبت الحقائق بدلًا من أن تجهد نفسك في إثباتها لمن لا يريد أن يراها.
قراءة المزيد
❖ هوامش على الطريق.
📅 13 مايو 2025
هناك نوع من الأشخاص جعلوا من مراقبتك ونقدك مهمة يومية أو شبه يومية، يتابعون كل ما تنشره، يلاحقون حتى تعليقاتك، يتتبّعون أخطاءك، وينتظرون أي فرصة للهجوم عليك. ليس لأنهم يملكون رأيًا قيّمًا أو نقدًا بنّاء، بل لأنهم لا يستطيعون تجاهلك، فأنت تشغل تفكيرهم أكثر مما يشغلهم تطوير أنفسهم. دون أن يدركوا، هم يعترفون بتأثيرك عليهم، فلو لم تكن مهمًّا لما أضاعوا وقتهم في متابعتك.
يراقبونك وينتقدونك لأنك تمضي للأمام بينما هم عالقون في أماكنهم. الشخص الناجح والمستقل يثير فضول من لا يملك رؤية خاصة به، فيبدأ بمراقبته، ليس إعجابًا، بل بحثًا عن أي زلة يمكن أن يستخدمها للهجوم.
لكن الحقيقة أنهم لا يهاجمونك لأنك مخطئ، بل لأنك مختلف، لأنك تملك الجرأة للتعبير عن نفسك بينما هم مجرد متفرجين على حياتك.
هي محاولة لتعويض النقص لا أكثر، فهؤلاء لا يسعون لإثبات أنهم على حق، بل يسعون لجرِّك للرد عليهم، لأن ذلك يمنحهم إعلانًا مجانيًا وشهرة لم يكونوا ليحصلوا عليها وحدهم.
لو تجاهلتهم، سيبقون في هامش المشهد، لكن بمجرد أن ترد عليهم، ستضعهم تحت الأضواء التي لا يستطيعون الوصول إليها بأنفسهم. إنهم يدركون أن الحديث عنك يلفت الانتباه، بينما الحديث عن أنفسهم وأفكارهم لا يجذب أحدًا، وهذا اعتراف غير مباشر بأنك أكثر أهمية وتأثيرًا منهم.
ثق بنفسك يا صديقي، فأنت في المقدمة، وهم في الخلف. أكبر عقوبة لهؤلاء ليست الرد عليهم، بل تجاهلهم التام. فأنت تمضي في طريقك، تحقق أهدافك، بينما هم يضيعون وقتهم في ملاحقتك، دون أن يدركوا أنهم يستنزفون وقتهم وجهدهم عليك، في حين أنك لا تُعيرهم أي اهتمام. فاستمر ولا تلتفت. لا شيء يزعج المراقبين الناقدين أكثر من أن تراهم ولا تراهم في الوقت ذاته، أن تدرك وجودهم ولكنك لا تمنحهم قيمة. دعهم يتحدثون، لأنهم يعلمون أن اسمك يجذب الانتباه، أما أسماؤهم وحدها فلا تهم أحدًا.
لهذا، أفضل رد هو أن تبقى في المقدمة، وتتركهم في الخلف حيث ينتمون ولا تلتفت لهم، فأنت تكتب نجاحك، بينما هم مجرد هوامش على الطريق.
قراءة المزيد
❖ نظرية الحصان الميت.
📅 10 مايو 2025
هناك حكمة لإحدى قبائل الهنود الحمر في ولاية داكوتا الأمريكية تنتقل من جيل إلى جيل:
"أنه عندما تكتشف أنك تركب حصانًا ميتًا، فإن أفضل استراتيجية للتعامل معه هو النزول منه".
إلا أن بعض المنظمات والمؤسسات غالبًا ما تقوم باستخدام مجموعة وتكنيكات مختلفة واستراتيجيات من وجهة نظرهم أنها الأفضل في التعامل مع الحصان الميت لديهم - مثل:
• شراء سوط أقوى للقائد.
• تغيير الفارس الذي يركب الحصان الميت.
• تهديد الحصان الميت بإنهاء خدمته.
• تعيين لجنة لدراسة حالة الحصان الميت.
• القيام بزيارة مؤسسات ومنظمات أخرى لمعرفة كيف يركبوا الحصان الميت.
• خفض معايير التقييم للخيول الميتة.
• إعادة تصنيف الحصان الميت بأنه حي ولكنه لديه تحديات حركية.
• التعاقد مع فرسان أجانب لركوب الحصان الميت.
• خلق جو من التنافس بين الحصان الميت ومجموعة من الخيول الميتة لتطوير أدائه.
• عمل خطة تطوير وتدريب للحصان الميت.
• إعادة هيكلة معايير الإنتاجية لتحسين ورفع كفاءة الحصان الميت.
• التباهي بأن الحصان الميت يوفر في التكاليف لأنه لا يجب إطعامه عكس باقي الخيول التي تحتاج إلى مصاريف عليه للإطعام.
• إعادة صياغة متطلبات الأداء المتوقعة للخيول الأخرى لتتناسب مع الحصان الميت.
قراءة المزيد
❖ الجدال مع المؤدلجين، معركة خاسرة.
📅 28 فبراير 2025
كم مرة وجدت نفسك في جدال محتدم مع شخص عنيد لا يقبل المنطق، مهما كانت الحجج واضحة وضوح الشمس؟ المجادلة مع المؤدلجين تشبه تمامًا محاولة قتل بعوضة وقفت على خدك؛ قد تنجح في التخلص منها، وقد لا تفعل، لكن في النهاية، ستصفع نفسك بلا فائدة.
الأحمق لا يناقش ليصل إلى الحقيقة، بل يجادل ليُثبت نفسه، حتى لو كان في قمة الجهل. لا يهتم بالأدلة، ولا يتراجع أمام المنطق، بل يرى الجدال ساحة معركة "يجب أن ينتصر فيها"، حتى لو كان سلاحه الوحيد هو الصراخ أو تكرار كلام بلا معنى.
الجدال معهم مضيعة للوقت، لعدة أسباب، منها:
1- العقل المغلق لا يفتح بالحوار: الشخص الذي يرفض الاستماع لا يمكن إقناعه، مهما قدمت له من حجج عقلية أو أدلة واضحة.
2- الجدال يتحول إلى استنزاف نفسي: بدل أن توصل فكرتك، تجد نفسك غارقًا في إحباط وغضب، كأنك تحاول إطفاء النار بالزيت.
3- المشكلة ليست فيك، بل فيهم: بعض العقول لا تريد الفهم، بل تريد فقط المجادلة من أجل المجادلة، والاستفزاز من أجل المتعة.
وأفضل تعامل معهم، ألّا تدخل في جدال عبثي، فالسكوت أحيانًا هو أبلغ رد.
اختر معاركك بحكمة، فليس كل نقاش يستحق وقتك وجهدك.
ابتسم وانسحب بذكاء، لأن بعض الأشخاص لا يستحقون حتى عناء الرد.
فمن الحكمة أن تدرك أن إقناع الجاهل أصعب من إقناع الصخرة، فلا تهدر وقتك على من لا يستحق، لأنك في النهاية ستصفع نفسك بدل أن تغيّر رأيه.
قراءة المزيد