من هو إسرائيل؟ هل إسرائيل نبي؟ هل إسرائيل هو يعقوب؟

سؤال: كيف يكون إسرائيل هو يعقوب، والآيات تتحدث عن ذريته في زمن نوح وما قبل نوح! يعقوب أتى بعد نوح بزمن طويل، فكيف ذريته يكون لها وجود قبله وقبل نوح؟!

الشاهد الأول:

قال تعالى ﴿وَءَاتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَٰبَ وَجَعَلْنَٰهُ هُدًى لِّبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا۟ مِن دُونِى وَكِيلًا ۝ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ [الإسراء 2-3].

الملاحظ هنا أن الله يشير إلى أنهم "ذرية" شخص ما قبل نوح وحُملوا مع نوح، حيث أنهم صعدوا مع نوح على السفينة وقد نجوا معه. وبالتالي "إسرائيل" الذي هو أصل ذريتهم منطقياً زمانه قبل نوح.

الشاهد الثاني:

في قصة ابني آدم، قال تعالى ﴿وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ﴾ ثم قال ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُۥ نَفْسُهُۥ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ﴾ ثم قال ﴿مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى ٱلْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعًا﴾.

نلاحظ تسلسل الآيات ملفت في ربط الأحداث، فقد أنذرهم مباشرة بعد حادثة القتل أن عليهم (بني إسرائيل) عدم اتباع أسلوب أبوهم الهمجي (ابن آدم القاتل)، الذي نستنج هنا أنه إسرائيل.

استنتاج آخر: بما أنهم ليسوا من ذرية نوح، فلا علاقة لهم بالسامية لا من قريب ولا من بعيد.

الشاهد الثالث:

إسرائيل ليس من الأنبياء، حيث قال تعالى ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمْرَٰنَ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ ۝ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ﴾ [آل عمران 33].

اصطفى فقط آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران. إسرائيل ليس له وجود هنا.

قال تعالى ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُونُوٓا۟ أَنصَارَ ٱللَّهِ... فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ﴾ [الصف 14].

فلعنهم الله على لسان داود وعيسى ابن مريم، قال تعالى ﴿لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ﴾ [المائدة 78].

الشاهد الرابع:

سورة يوسف تتحدث بالكامل عن "آل يعقوب". قال تعالى ﴿...وَعَلَىٰٓ ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَا عَلَىٰٓ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَٰقَ﴾ [يوسف 6] ولم يقل "وعلى آل إسرائيل".

وحتى عندما جاؤوا ليسألوا رسول الله ليختبروه إن كان يعلم بقصة يوسف قال تعالى ﴿لَّقَدْ كَانَ فِى يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِۦٓ ءَايَٰتٌ لِّلسَّآئِلِينَ﴾ [يوسف 7].

وفي كل سورة يوسف لم يرد ذكر إسرائيل أو بنوه ولو مرة واحدة.

الشاهد الخامس:

الأسباط أطلق الله هذا الاسم على أبناء يعقوب. أما النقباء بعثهم الله من بني جلدتهم (بني اسرائيل وعددهم اثنا عشر).

قال تعالى ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ ٱثْنَىْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ [المائدة 12].

الخلاصة:

  • ✅ إسرائيل هو ابن آدم القاتل، وهو ليس يعقوب ولا حتى من ذرية نوح.
  • ✅ بني اسرائيل هم ليسوا بني يعقوب الأسباط، والنقباء ليسوا الأسباط.
  • ✅ بني إسرائيل ليسوا على دين واحد، فقد تزامن وجودهم على مر العصور والأنبياء، فمنهم من آمن ومنهم من كفر.