الملحد "برأيي الشخصي" ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول:
هو "المعلم الكبير" وهو الشخص الذي لم يقتنع بالأديان، لذلك طوى صفحة الأديان وركّز جُل اهتمامه على ما يفيده من بحوث وعلوم وغيره.
الثاني:
هو الملحد "الوسطي" وهو يشبه نوعاً ما، الأول، يتميّز الثاني بأنه محاور ويحترم الرأي الآخر والاختلاف، ويحترم أصدقائه من جميع التوجهات، وبالنسبة لمقالاته فهي متنوعة، وفي بعض الأحيان ينتقد الأديان في بعض المقالات.
الثالث:
هو ملحد من "سوق الجمعة" وله أسماء أخرى مثل "ملحد صف أول" "ملحد أبو ريالين" وغيره.
هذا النوع (أبو ريالين) يختلف جذرياً عن الأنواع السابقة، لا يمتلك لا فكر ولا هم يحزنون، سمع أن الأديان صناعة بشرية، فقال أي "والله" صحيح، الأديان صناعة بشرية، كيف لم أفكر بهذا من قبل! ليس لديه أي فِكر، يُركّز كل اهتماماماته ومقالاته على السخرية والاستهزاء من الأديان "الإسلام حصراً" وكأن من أركان الإلحاد هو السخرية والاستهزاء من الأديان، (لم أقل انتقاد لأنه أصغر من أن ينتقد) فالنقد يحتاج لإنسان لديه فِكر وعقل وهو الشيء الذي يفتقده صاحبنا ابو ريالين.
هو يريد أن يعيش حياته دون أي ضوابط وأي ممنوعات، على قولة أخوتنا المصريين "مش عايز حد يقله تلت التلاتة كام" .
فوجد أن الإلحاد يحقق له ذلك، مع أن هناك من يؤمن بالأديان ويفعل كل الموبقات وأكثر!
لذلك يعتبر السخرية هي انتقاد!
هذا النوع لا يحترم من يختلف معه بالرأي، بل يحتقر كل أصحاب الأديان، وللأمانة هو يحتقر المسلمين فقط، ويرى نفسه أفضل منهم لأنه انسلخ من كل الأديان، ويرى نفسه على حق وجميع أصحاب الأديان على باطل، واذا تناقش مع غيره وقام غيره بالرد عليه يقوم بسبّه وشتمه والسخرية منه.
هذا النوع هو عالة على الأنواع السابقة وعبء عليهم لأنه محسوب عليهم لأنه ملحد.
النوع الأول والثاني أصحاب فِكر وأنا أحترمهم لأنهم يناقشون بموضوعية ويحترمون مع يختلف معهم، بينما أبو ريالين لا يحترم من يختلف معه ودائماً على لسانه السب والشتم.
والانتصار بنظره هو الاستهزاء بالاسلام "حصرًا" قدر المستطاع، والمشكلة أن كل الأطروحات التي يقدمها هي ساذجة وغبية لا تُقدّم ولا تؤخر، ويجمع عنده كم ملحد من نفس نوعيته يؤيدوه فيما يقوله ويمنحوه نشوة ولذة الانتصار والهيبة، يعتقد أن الانتصار هو السخرية من الاسلام فقط، ولا يتجرّأ على انتقاد أي دين آخر، أصلاً هو مو فاهم الإسلام حتى يفهم غيره.
تجده ليل نهار سخرية واستهزاء وشوفوني يا مسلمين كيف استهزء بدينكم.
ويحضرني في هذه الحالة بالمثل الذي قاله الفنان ياسر العظمة في إحدى حلقات مرايا: ذبانة وقفت على ذيل البقرة، قالت لا تواخذينا أزعجناكِ، قالتلها ليش انتِ مين حسّ فيكي ايمتى رحتي وايمتى جيتي؟!" وعندما يتحدّث يقول: نحن الملحدون، (على أساس يضع نفسه مع الأنواع المثقفة والمفكرة).
هو أصلاً لم يفهم من الإلحاد سوى اسمه، ويعتقد أن الإلحاد موضة!
ذا النوع بالتحديد، إذا أصابته مصيبة قال يارب ويا رب، (بلا إلحاد بلا بطيخ) يعني أنا ملحد طالما ما أصابتني أي مصيبة.
أنا أحترم النوع الأول والثاني لكني لا أحترم الثالث لأنه يحقد ويكره كل من لا يوافقه الرأي.
وبالأخير أنا أحترم كل من يبادلني الاحترام ويتعامل مع غيره بالإنسانية.
الخلاصة:
التنوع الفكري بين الملحدين يعكس تعقيد المشهد الثقافي المعاصر.
بينما نجد في النوعين الأول والثاني نموذجاً للحوار العقلاني والتفكير الموضوعي، يمثل النوع الثالث ظاهرة سلبية تسيء للإلحاد وللحوار بين الأديان والمذاهب. الاحترام المتبادل والتفكير النقدي البناء هما أساس أي حوار مثمر، بغض النظر عن الاختلافات العقائدية.
لذلك يا أبا ريالين، خف علينا ترى محدا درى عنك.