❖ فلسطين وحصان طروادة.

📅 5 يوليو 2025

فلسطين ليست قضية شعب محتل، ولا كرامة أمة مسلوبة عند الأنظمة المستبدة.

هي ببساطة "حصان طروادة" وبرواية ثانية "مسمار جحا".

الأنظمة المستبدة عرفت نقطة ضعف شعوبها، عرفت إن الشعب العربي عنده جرح حقيقي، وتعاطف إنساني صادق مع فلسطين.

فعرفت من وين تدخل وكيف تخدر شعوبها:

بدنا نحرر فلسطين.

العدو على الأبواب.

لازم ندعم فلسطين.

لازم نرجع الأقصى.

وكل ما الشعب اشتكى من الجوع، من القمع، من الفساد.

يُخرَج “حصان طروادة” المغبّر من المخزن، ويُقال لهم: اصبروا، نحن دولة مواجهة، العالم يتآمر علينا، فلسطين تناديكم، انظروا إلى الدول الثانية كيف منهارة.

وكلما قلّت شعبية الحاكم واهتزت الثقة به، وبدأت الناس تسأل: إلى أين نحن ذاهبون؟!

غلاء، ضرائب، فساد، رشاوي، عُزلة دولة….

يُستدعى حصان طروادة من جديد لأداء مهمته العاجلة: شدّ الناس عاطفيًا، خلط الأوراق، وتوجيه البوصلة نحو “العدو الخارجي” بدلًا من مواجهة الطغيان الداخلي.

ومع الوقت، انحرفت البوصلة فعلاً.

حتى صار بعض الناس ما يشوف الظلم ظلمًا، إلّا إذا وقع على الفلسطيني.

صار قتل الشعوب الأخرى وتهجيرهم وسحقهم وسجنهم، أمرًا ثانويًا أو مبررًا.

بل في أحيان كثيرة، يصفّقون للجلاد، ما دام “يدعم القضية” !

وغابت عنهم القاعدة البديهية: العدل لا يتجزأ، والمظلومية لا تحتكرها جنسية واحدة.

بس الحقيقة:

ما في معركة، في نظام خايف ينهار، في سلطة بدها تمدد لنفسها، في مشروع قمعي يستخدم فلسطين كذريعة مقدسة.

فصارت القضية مجرد شعار أجوف، يُعلّق عند الحاجة، لتمديد حكم، لتبرير الاعتقالات، لرفع الأسعار، لفرض الضرائب، لتخدير الغضب الشعبي، وتحويل كل نداء للعدالة إلى “خيانة وطنية” .

وفلسطين ما استفادت شي، لكن الطغاة فازوا بالمناصب، وأحكموا قبضتهم، وسرقوا باسم فلسطين، وزجّوا الأحرار في السجون باسم الخيانة والعمالة.

القضية الفلسطينية تحوّلت في يد الطغاة من قضية كرامة، إلى أداة استغلال نفسي وسياسي، تُستخدم فقط حين يحتاجها النظام.

مثل مفتاح قديم، يفتح كل الأبواب إلا باب القدس.

وحصان طروادة عرف كل الطرق، إلّا طريق القدس .

✦ ✦ ✦