❖ النقل على العقل.

📅 13 مايو 2025

في المجتمعات التي تقدّس النقل على العقل، يصبح التفكير النقدي والتساؤل جريمة، ويُنظر إلى من يستخدم عقله كخارج عن المألوف أو حتى كخطر يهدد “المسلمات”. هؤلاء الذين يعتمدون على النقل وحده، دون تدبُّر أو تحليل، يشعرون بالتهديد عندما يواجهون فكرة جديدة أو قراءة مختلفة، فيكون ردّهم الافتراضي ليس بالحوار، بل بالشتم والتخوين والتكفير أحيانًا. لكن في الحقيقة، الشتيمة من هؤلاء ليست إهانة، بل شهادة على أنك تفكر، وأنك تحررت من عقلية التلقين الأعمى. فالعقل هو أداة الإنسان الأولى للتمييز، والتشريع الإلهي نفسه في جوهره يخاطب العقول لا الحناجر المرددة. فحين تواجه مقاومة شرسة من أصحاب المنقول، اعلم أنك على طريق التفكر والتنوير، لأن الأفكار الراكدة وحدها لا تثير ردود الفعل، أما الأفكار الحية، فهي التي تُحدث الزلازل.

الصراع بين النقل والعقل ليس جديدًا، ولكنه يتجدد في كل عصر بأشكال مختلفة.

التحدي الحقيقي هو في الحفاظ على التوازن بين احترام الموروث والجرأة على التفكير النقدي.

الشتائم والتخوين ليست سوى أسلحة الضعفاء الذين يخشون من قوة الفكر. فثِق بأن كل شتيمة توجه إليك بسبب تفكيرك النقدي هي في الحقيقة وسام شرف وإثبات على أنك تسير في الطريق الصحيح نحو التنوير والتحرر الفكري.

ولهذا أقول: إذا أتتك الشتيمة من أصحاب النقل، فاعلم تمامًا انك من أصحاب العقل.

✦ ✦ ✦