كم مرة وجدت نفسك في جدال محتدم مع شخص عنيد لا يقبل المنطق، مهما كانت الحجج واضحة وضوح الشمس؟
المجادلة مع المؤدلجين تشبه تمامًا محاولة قتل بعوضة وقفت على خدك؛ قد تنجح في التخلص منها، وقد لا تفعل، لكن في النهاية، ستصفع نفسك بلا فائدة.
الأحمق لا يناقش ليصل إلى الحقيقة، بل يجادل ليُثبت نفسه، حتى لو كان في قمة الجهل. لا يهتم بالأدلة، ولا يتراجع أمام المنطق، بل يرى الجدال ساحة معركة "يجب أن ينتصر فيها"، حتى لو كان سلاحه الوحيد هو الصراخ أو تكرار كلام بلا معنى.
الجدال معهم مضيعة للوقت، لعدة أسباب، منها:
1- العقل المغلق لا يفتح بالحوار: الشخص الذي يرفض الاستماع لا يمكن إقناعه، مهما قدمت له من حجج عقلية أو أدلة واضحة.
2- الجدال يتحول إلى استنزاف نفسي: بدل أن توصل فكرتك، تجد نفسك غارقًا في إحباط وغضب، كأنك تحاول إطفاء النار بالزيت.
3- المشكلة ليست فيك، بل فيهم: بعض العقول لا تريد الفهم، بل تريد فقط المجادلة من أجل المجادلة، والاستفزاز من أجل المتعة.
وأفضل تعامل معهم، ألّا تدخل في جدال عبثي، فالسكوت أحيانًا هو أبلغ رد.
اختر معاركك بحكمة، فليس كل نقاش يستحق وقتك وجهدك.
ابتسم وانسحب بذكاء، لأن بعض الأشخاص لا يستحقون حتى عناء الرد.
فمن الحكمة أن تدرك أن إقناع الجاهل أصعب من إقناع الصخرة، فلا تهدر وقتك على من لا يستحق، لأنك في النهاية ستصفع نفسك بدل أن تغيّر رأيه.
الخلاصة:
الجدال مع المؤدلجين معركة خاسرة لا طائل من ورائها.
العقل المغلق لا يتفتح بالحجج، والطاقة النفسية ثمينة لا يجب هدرها في صراعات عقيمة.
الحكمة تكمن في اختيار المعارك التي تستحق خوضها، والانسحاب بذكاء من تلك التي لا طائل منها.
تذكر دائمًا أن السكوت في وجه الجدال العقيم ليس ضعفًا، بل قوة وحكمة.
استثمر وقتك وطاقتك في ما ينفعك، واترك المؤدلجين في دوائرهم المغلقة.