يعتقد من يتمسّك بالتراث الديني بجميع طوائفهم المتناحرة، بأن القرآن عبارة عن طلاسم غير مفصّل وغير محكم وأحوج للروايات!

بل إن بعضهم ذهب لأبعد من ذلك، حيث أنهم جعلوا الروايات التي يعترفون بأنها "ظنّية" هي وحي من الله يجب اتباعها وبأنها تنسخ (تلغي) آيات من القرآن جملةً وتفصيلاً!

يقول تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰبَ مُفَصَّلًا﴾ [الأنعام 114]

﴿وَٱتْلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلْتَحَدًا﴾ [الكهف 27]

يعتقد هؤلاء ممن يتبعون الظنّ، بأن اجماع البشر هو مصدر للتشريع، متناسيين تماماً بأن البشر غير معصومين، وأن اتباعهم وطاعة أقوالهم يُعدّ شركاً صريحاً بالله.

وبسبب تقديم النقل على العقل عندهم وتعطيل عقولهم، هم لا يعلمون لماذا لا يجرؤ أيّاً من شيوخهم بتسمية ما يسمونها "سُنة نبوية" بـ "سُنّة رسولية"؟

لا يوجد ما يمنع من الاطّلاع على جميع الآراء، لكن المعيار لقبول أي مفهوم أو تأويل هو تطويع الفهم لما يُناسب سياق كلام الله وليس العكس. فلا يوجد تقديس لا للبشر ولا للحجر.

يعتمد متبعي الظن على تقديس من قبلهم من "علماء" مع أن هؤلاء "العلماء" قد اختلفوا فيما بينهم ولم يتّفقوا! وهذه نتيجة اتباع الأكثرية دون علم ولا كتاب منير. فالاجماع هو حجة من لا حجة له.

القرآنيون (كما تسمّونهم) يؤمنون بأن من يكتب شيئاً ويدّعي بأنه من عند الله فالويل كل الويل له يوم القيامة.

  • 🚫 الروايات التي تتعارض مع القرآن مرفوضة.
  • 🚫 الروايات التي تزيد على القرآن مرفوضة.
  • ⚠️ الروايات التي تتطابق مع القرآن تبقى ظنّية الثبوت، فلماذا يتم الأخذ بها ونحن لدينا الأصل "القرآن" الذي هو قطعي الثبوت!

يكذبون على لسان رسول الله بأنه قال "تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي". وهذا كذب وافتراء على رسول الله. فهناك "3" روايات:

  • 1- كتاب الله وسنتي.
  • 2- كتاب الله وعترتي.
  • 3- كتاب الله.

كل حزب منكم طغى فيها كما يحب ويهوى.

الخلاصة:

فإن كنتم تريدون أن تكونوا من المصلحين، فأنصحكم أن تتمسّكوا بكتاب الله، وتتركوا ما ورثتموه من دونه من كتب البشر لكي لا يضيع أجركم. الله وحده يعلم بما تتقولون عليه وعلى رسوله، وليس عليّ إلّا أن أذكركم بالقرآن فقط.

﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ﴾ [ق 45]