❖ لا تبرر، أنت لست موظفًا في خدمة أفكار الآخرين.

📅 9 يوليو 2025

في هذا الزمن المليء بالصخب والتفسيرات الجاهزة والآراء المتزاحمة، يظن البعض أنك مجبر أن تشرح وتفسر وتدافع عن كل فكرة تكتبها، وكأنك محامٍ تقف في قفص الاتهام وتنتظر براءة من جمهور لا يعرف عنك شيئًا سوى كلمات عابرة. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا: أنت لست مضطرًا لتبرير شيء.

حين تكتب فكرة، أو تنشر رأيًا، أو تشارك موقفًا، فأنت لا تطلب الإذن من أحد، هذه مساحتك، هذا صوتك، وهذا المنبر الصغير الذي اخترت أن تعبّر منه عمّا تعتقده، لا عمّا يريده الآخرون أن يسمعوه.

لا تهدر طاقتك في محاولة إقناع كل من يمر بك، لن يقتنعوا جميعًا، حتى لو جلبت الشمس من جهة الغرب.

ليس من وظيفتك أن تشرح نفسك لكل شخص، لأن كل شخص يراك بعدسة تختلف عن الآخر، أحدهم سيفهمك كما تقصد، وآخر سيفسر كلامك كما يريد، وثالث سيُسقط عليك أفكاره ومخاوفه وأحكامه، وبعضهم يريدك ألّا تحيد عن الطريق الذي رسمه "هو" لك، وكل هذا ليس شغلك.

الأهم من أن “تعجب” الناس، هو أن تعجب أنت بنفسك. أن تنشر ما تؤمن به، لا ما يُطلب منك، أن تكتب ما تراه صوابًا، لا ما يصفق له الجمهور، لأنك حين تبدأ بالتنازل لإرضاء الكل، تنتهي بوجهٍ لا يشبهك، وصفحة لا تحمل صوتك، ووجود بلا لون.

صدقني، كلما حاولت أن تكتب كما يريد الناس، ضعت، وكلما كتبت كما تريد أنت، وُجدت.

اكتب وانشر وعبّر، ولا تلتفت كثيرًا، من فهمك، فله الشكر، ومن لم يفهمك، فتلك مشكلته لا مشكلتك.

في النهاية، هذه صفحتك، وهذا رأيك، وهذه حريتك، وهذه مساحتك الخاصة.

فاستخدمها ولا تبرر.

✦ ✦ ✦