تشريعات كثيرة في ديننا الإسلامي والتي ما أنزل الله بها من سلطان ونعتبرها من أساسيات الدين والتي لا يجوز المساس بها.
من تلك التشريعات هي مسألة تغسيل الميت وتكفينه!
سأُركّز في هذه المقالة على عملية التغسيل أكثر من الصلاة.
لا أعلم ما هي الغاية من تلك المسألة!
فالله سبحانه وتعالى قد فصّل لنا كتابه وكل ما نحتاجه، ﴿وَكُلَّ شَىْءٍ فَصَّلْنَٰهُ تَفْصِيلً﴾ وبالعودة لكتاب الله لم نجد ولا آية تتكلم عن تغسيل الميت.
فهل نسي الله ذلك وتذكّره من كَتَب الروايات؟
عندما يكون هناك تشريع في الاسلام، فمن المفروض أن يسري هذا التشريع على جميع المسلمين، لكن مسألة تغسيل الميت لا تسري على من قُتل في سبيل الله، فيدّعون بأن دمائه هي من غسّلته!
لا أعلم من أين جاءوا بهذا الادعاء!
حُرمة الانسان الحي هي ألّا تُكشف عورته.
وحُرمة الانسان الميت أيضاً ألّا تُكشف عورته.
تغسيل الميت بدعة لا أصل لها في الإسلام وضرب من الجنون.
ثم ما هي الغاية بأن تُغسِّل انسان ثم تدفنه في التراب ليأكله الدود!
بينما المقاتل يُدفن من دون تغسيل!
بالاضافة إلى ذلك، فإن هذا العمل هو انتهاك صارخ لخصوصية الميت وكشف لعورته وعبث بها، وما يتبع ذلك من تصرفات عبثية من خلال وضع القطن أو القماش في المناطق الحسّاسة بالجسم، ولا ننسَ القصص التي تُسرّب من قِبَل المُغسّلين وخصوصاً النساء، عن فضح بعض خصوصيات الميت.
كل هذا عبث وانتهاك لحرمة الميت، فالأولى أن الميت تُنزع منه الأشياء ذات القيمة حتى يستفيد منها الحيّ ثم يدفن بملابسه.
السؤال المباشر: ماذا سيحصل لو لم يُغسّل الميت ولم يُكفّن ولم يُصلّى عليه ودُفن بالملابس التي مات فيها؟
الجواب: لا شيء، لن يُغيّر ذلك من مصير الميت، فالميت له عمله الذي لن ينقص ولن يزيد ولن يتأثر إذا غُسّل أم لم يُغسّل، واذا صُليّ عليه أم لم يُصلّى عليه.
وهذا تأكيداً لقوله تعالى ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ النجم [39].
هل إذا لم يُغسّل الميت أو لم يُصلّى عليه سيُدخله الله النار!
من يعتقد ذلك فهو واهم وعليه مراجعة أفكاره ومراجعة كتاب الله جيداً، فكتاب الله لم يقل ذلك، وليس من شروط قبول العمل أن يُغسّل الميت ويُصلّى عليه.
تغسيل الميت هي عادات وتقاليد تم توارثها وأصبحت عرفاً متداولاً ولا علاقة له بالدين.
أما صلاة الجنازة: فالصلاة دعاء وليست الصلاة الحركية التي نعرفها.
وهذا معنى قوله تعالى ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ﴾ التوبة [84].
فالصلاة هنا دعاء للميت بالرحمة والمغفرة.
ويؤكد ذلك قوله تعالى ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلْإِيمَٰنِ﴾ الحشر [10].
وقوله ﴿رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِى وَلِوَٰلِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ﴾ إبراهيم [41].
فأقصى ما نُقدمه للميت هو الدعاء، والله هو صاحب القبول أو الرفض.
لكن صلاة الجنازة بوضعها الحالي، تعطي طمأنينة لأهل الميت وتبعث لهم السكينة بعد فقدانهم انسان عزيز عليهم، فلا يوجد بها أي انتهاك لخصوصية الميت على عكس التغسيل والتكفين.
الخلاصة:
لكن صلاة الجنازة بوضعها الحالي، تعطي طمأنينة لأهل الميت وتبعث لهم السكينة بعد فقدانهم انسان عزيز عليهم، فلا يوجد بها أي انتهاك لخصوصية الميت على عكس التغسيل والتكفين.
القرآن الكريم لم يذكر شيئاً عن تغسيل الميت، بل ركز على أهمية الدعاء للميت. صلاة الجنازة بوضعها الحالي، تعطي طمأنينة لأهل الميت وتبعث لهم السكينة بعد فقدانهم إنسان عزيز عليهم، ولا يوجد بها أي انتهاك لخصوصية الميت على عكس التغسيل والتكفين.
الأفضل دفن الميت بملابسه مع إزالة الأشياء القيّمة للاستفادة منها، وهذا أكثر احتراماً للميت وأكثر توافقاً مع روح الإسلام الحنيف.