بعض المفاهيم المغلوطة لدى البعض من أصحاب الفكر العقلاني أو المفكرين كما يحبون أن يُطلق عليهم.
البعض لديهم خلط ولغط بمفهوم اليهود، ونسب هذه الكلمة وحصرها باسرائيل.
حن لا مشكلة لدينا مع اليهود، فهُم ملّة مثلهم مثل باقي الملل كالمؤمنين والنصارى.
لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.
منهم المحترمين ومنهم السيئين كغيرهم.
أنا عن نفسي ليست لدي مشكلة مع اليهودي في اوروبا أو امريكا أو في أي مكان آخر "بإستثناء اسرائيل" هناك يهود في الدول العربية حالهم كحال باقي المواطنين.
مشكلتي وأعتقد انها مشكلة الكثيرين منكم، هي بالصهاينة المغتصبين أرض عربية بعد تهجير وقتل وتنكيل أهلها.
البعض والمحسوبين على أصحاب الفكر وللأسف، يحاول طمس الحقائق وإظهار هذه العصابة التي جاءت من كل بقاع الأرض، واستولوا على أرض عربية اسمها فلسطين، يحاول اظهارهم بالمظهر الحضاري والإنساني ويتحدث عن التسامح والإنسانية والعيش المشترك، ناسي أو متناسي أنهم أقاموا دولتهم أو بالأحرى عصابتهم المزعومة على جثث الأبرياء.
يتناسى هذا المثقف الحر، مجزرة دير ياسين وقانا والحرم الابراهيمي وصبرا وشاتيلا وبلدة الشيخ والطنطورة وخان يونس والكثير من المجازر التي لا تُعد ولا تُحصى..
يحاول هذا المفكر وهذا المثقف، اظهار الكيان الصهيوني بمظهر الانسان المسالم الذي يبحث عن العيش المشترك مع جيرانه بسلام وأمان، يحاول إظهارهم بمظهر الإنسان أكثر من الصهاينة أنفسهم.
يعني الصهاينة أنفسهم يعترفون بجرائمهم واحتلالهم للبلدان وارتكابهم للمجازر ويتفاخرون بها، بينما صاحبنا "المثقف" يحاول تلميع صورتهم بكل ما يستطيع.
بل وصل به الحد إلى لوم من يدافع عن أرضه وإظهاره بمظهر المجرم المعتدي لانه يقاتل الصهيوني الذي اغتصب ارضه!
سيأتي أمثال هؤلاء ويقول: أن الشعب الصهيوني الآن من الأطفال وغيرهم، لا ذنب لهم بما فعله آبائهم وأجدادهم، وعلينا أن نتسامح ونتعايش معهم.
أقول لهم: يا ترى لو سألت أياً من هؤلاء وبيّنت له أنه يعيش في أرض ليست أرضه، بل أرض اغتصبها آبائه وأجداده من سكانها الأصليين بعد أن قتلوهم وهجّروهم.
بماذا سيجيبك؟
بالتأكيد سينكر ذلك وسيُعلن ولائه المطلق لدولته المزعومة، وسيتهم أهل الأرض الأصليين بالإرهاب، ولديه القناعة الكاملة بأن هذه الأرض هي أرضه وأرض آباءه وأجداده.
يربط هؤلاء "المثقفون" جميع يهود العالم بإسرائيل، وهذا خلط ولغط، فاليهود شيء واسرائيل شيء آخر، فاليهود منتشرون تقريبًا في كل بقاع الأرض، ونتعامل معهم كما نتعامل مع غيرهم.
فيدأب هؤلاء المثقفون لربط الاختراعات والابتكارات التي ابتكرها اليهود حول العالم بالصهاينة، ظنّاً منه أن الصهاينة هم من اخترعوها.
فعندما تقوم اسرائيل بالاعتداء (كعادتها) على الفلسطينيين، تنتشر حملات بمقاطعة منتجاتها، فيعلوا صوت هؤلاء "المثقفون" مستنكرين ذلك، فيقولون: إذاً عليكم أن تقاطعوا جميع منتجات اليهود كالانترنت والفيس بوك والسيارة والطائرة والهاتف المحمول… الخ!
لا أعلم هل هو غباء أم استغباء!؟
ياصديقي المثقف والمفكر، إن صح كلامك، وكانت هذه الاختراعات والصناعات من فعل اليهود، فلا علاقة لاسرائيل بها لا من قريب ولا من بعيد، اصحاب هذه الاختراعات هم مواطنون وعباقرة في اوروبا وامريكا وغيرها، لكن دينهم أو ملّتهم هي اليهودية، فلا تربط يهود العالم بعصابة تسمى اسرائيل.
بل هناك يهود يستنكرون الافعال الاجرامية التي تقوم بها اسرائيل.
هؤلاء محتلون وغاصبون ومجرمون، فلا تحاول تلميع صورتهم على حساب مبادئك وأفكارك وأخلاقك، (هذا إن كان لديك مبادئ) ولا تتكلم عن احترام الأديان واحترام الآراء والأفكار وحرية الإنسان، وفي المقابل تؤيد قتلة ومجرمين سواءً الصهاينة أو غيرهم، فهذه ازدواجية.
الصهيوني (أياً كان دينه أو ملته) سيبقى عدوّي إلى يوم يبعثون، طالما انه يحتل أرضاً ليست أرضه، ويقتل كل من يدافع عن ارضه.
عندما يأتي مجرم ويحتل أرضك ويُهجّرك من بيتك بالقوة، عندها حدثني عن التسامح والعيش المشترك.
ما أسهل الكلام عندما تكون المشاكل بعيدة عنّا.
دمت بود يا صديقي المثقف الذي ترتشف القهوة🌹