❖ الأعراب أشد كفراً ونفاقا.

📅 26 مايو 2025

يكاد جميع المسلمين (إلّا من رحم الله) قد يكون مقتنعاً أن كلمة "الأعراب" تعني العرب، أي القومية العربية، وعلى وجه الخصوص أهل البادية أو البدو.

وعلى هذا يتم الانتقاص من أهل البادية باعتبارهم منافقين بدليل القرآن!

لكن في حقيقة الأمر أن كلمة الأعراب في كتاب الله لا تعني العرب أو البدو، والكلمة لا تتحدث عن قوميات.

فالعربي هو الشيء المُعرّب والمفهوم والواضح، وهذه الكلمة لا تعني القومية العربية أو اللغة العربية.

فقوله تعالى ﴿قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِى عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ تعني أنه قُرآناً مفهوماً وواضحاً وهو الخالي والتام من العيب والنقص والاعوجاج.

وهذا تأكيداً لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْنَٰهُم بِكِتَٰبٍ فَصَّلْنَٰهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ الأعراف [52].

وقوله تعالى: ﴿وَكُلَّ شَىْءٍ فَصَّلْنَٰهُ تَفْصِيلًا﴾ الإسراء [12].

وبالعودة لكلمة "الأعراب" فهي النقيض لكلمة "عرب" بسبب دخول همزة التعدّي على الكلمة، فقلبت المعنى إلى النقيض.

مثال ذلك:

"عرب - أعرب" .

"قسط - أقسط" .

"عرض - أعرض" .

فعندما دخلت همزة التعدي على الكلمة تغير المعنى إلى النقيض.

حتى في المدرسة عندما يقول المُعلّم للطالب: اعرب ما تحته خط، أو اعرب البيت التالي، فهو يقصد اشرح ووضّح لي.

وأيضاً هذه الكلمة نستخدمها في حياتنا اليومية، فمثلاً عندما نتناقش مع شخص ويقول لنا كلام لا نرغب به أو نستنكره، نقول له بلهجتنا السورية: "إعرب لي إياها!؟" .

الأعراب هم الفئة التي فيها إعوجاج عن الحق والاستقامة، وربنا سبحانه وتعالى لا ينتقص من قومية ويقول عنهم منافقون وتكون هذه الكلمة حُجّة لكل من أراد النيل والتنمّر من أهل البادية.

ثم إن كلمة "البدو" ذكرها الله في كتابه في سورة يوسف في قوله:

﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِىٓ إِذْ أَخْرَجَنِى مِنَ ٱلسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ ٱلْبَدْوِ مِنۢ بَعْدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيْطَٰنُ بَيْنِى وَبَيْنَ إِخْوَتِىٓ﴾ يوسف [100].

فلو كان معنى "الأعراب" هم أهل البادية كما يعتقد البعض، لقال الله "البدو أشد كفراً ونفاقاً" وانتهى الأمر.

الخلاصة:

كلمة "الأعراب" في القرآن الكريم لا تعني العرب أو البدو، بل تشير إلى الفئة المعرضة عن الحق والمتمسكة بالضلال.

يجب علينا تصحيح هذا الفهم الخاطئ الذي أدى إلى تمييز وظلم ضد أهل البادية، والتمسك بالمنهج القرآني الذي يرفض التعميم والتنميط.

الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن بلسان عربي مبين، وأمرنا بالتدبر في آياته، وليس بالتعصب لتفاسير قد تكون بعيدة عن المعنى الحقيقي الذي قصده الله في كتابه الكريم.

✦ ✦ ✦