❖ الحور العين.

📅 20 يونيو 2025

نكاد لا نسمع بهذه الكلمة، إلّا ويذهب تفكيرنا إلى الشهداء والمتعة الجنسية.

لأن هذه الكلمة ارتبطت، أو بالأحرى تم ربطها من قبل البعض بالجهاد في سبيل الله والعمليات الانتحارية، وقتل الآمنين، حتى يفوز بالحور العين، مع أن الله عندما ذكر الحور العين، لم يحدد أنهم لفئة معينة من الناس (كالشهداء مثلاً﴾.

كلمة "الحور" تعني شديد سواد العينين، والأنثى "حوراء" وكلمة "عين" تعني صفاء العين، والحور العين تشمل الذكور والإناث على حد سواء، حيث الذكور (الحور العين) لهم في الجنة جمال نادر.

﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا﴾ الإنسان [19]

وفي الآية “مخلدون” أي المزينين بالجواهر.

إن الحور العين لسن للزواج الجنسي المعروف، بل إنهن للخدمات فقط، والدليل قوله تعالى ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ الرحمن [74]

أي أنهن عذراوات بشكل دائم، وكلمة ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ أي لم ولن يطمثهن (قبلهم وبعدهم) إنس ولا جان كقوله تعالى ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا﴾ الإسراء [111]

أي سبحانه لم ولن يتخذ ولدًا أبداً.

وهذا يؤكد على أن الزواج من الحور العين هو زواج نفسي وتآلف ومحبة، لقوله تعالى ﴿وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ﴾ وقوله تعالى عن الزواج في الآخرة ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾التكوير [7]

إذاً، الحور العين هن موجودات لخدمة أهل الجنة لا أكثر، والدليل القرآني الآخر، قال تعالى في سورة الواقعة﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ۝ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا﴾ الواقعة [35-36]

وهذه يمكن تدبرها على عدة نقاط:

1- ﴿(إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾

‏أي نحن من خلقناهن، وجعلناهن كما نشاء أن نجعلهن، إنشاءًا خاضعًا بمشيئة الله وكيفما أراد.

2- ﴿(فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا﴾

‏أي جعلناها بكر، والبكر كلمة نوصف بها الذكر والأنثى، وهو الذي لم يسبق له في حياته أن يمارس الجنس، وبمعنى هنا جعلناهن بكر بشكل دائم ومستمر، أي لن يمارس معهن أي شخص في الجنة، كقوله تعالى في خلق الانسان﴿فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ أي سميع بصير بشكل دائم.

3- ﴿(عُرُبًا أَترابًا﴾

عُربًا الفتاة العريب، أي صغيرة السن قبل ظهور الثدي، وهن للخدمات ولسن للجنس كما قلنا.

أترابا أي صديقات ومماثلات في العمر، كما نقول (يلعب الولد مع أترابه) أي مع أصدقاءه بنفس عمره.

وأيضًا قوله تعالى ﴿(وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا﴾

‏الكاعب: هي الأنثى التي لم يظهر لها نهدين.

أترابا: أي صديقات، مماثلات في العمر.

إنَّ سُنّة الحياة تقتضي بأن كل شخص يتزوج من صنفه، فالحور العين هن من صنف الملائكة فكيف تتزوج الملائكة البشر والجن، ومعنى ﴿فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا﴾ أي جعلناهن بشكل مستمر ودائم بكر لم يلمسهن أحد.

لذلك كُفّو عن تشويه هذا الدين الحنيف، وتصوير الجنة على أنها أشبه ببيت الدعارة.

تعالى الله عمّا يصفون.

✦ ✦ ✦
حلقة مرئية عن الموضوع