❖ معالجة الخطأ بالخطأ.

📅 27 مايو 2025

التناقضات الموجودة في التراث الديني، لا يغفل عنها أي مسلم، حتى التراثيين أنفسهم (إلّا المعاندين).

فعندما ننتقد مسألة معينة منسوبة زوراً وبهتاناً للإسلام، ونقول أنها لا تمُت للإسلام بصلة، ونحاول تنقية هذا الدين الحنيف من كل ما أُلصق به من أخطاء تراثية.

فعلى سبيل المثال: مسألة ضرب الزوجة أو الروايات الكثيرة التي تلعنها كالنامصة، والتي لا تُلبي زوجها للفراش، وغيرها والتي يعلم الجميع تلك الروايات.

بمعالجة الخطأ بالخطأ، فيقول: ولماذا تُركّز على هذه الروايات ولا تذكر الروايات التي تمدح المرأة والتي فيها إكراماً للمرأة، كحديث: "استوصوا بالنساء خيراً" وحديث "رفقًا بالقوارير" ؟

أنا لم أفهم العقلية لهؤلاء الأشخاص، يعني بدلاً من مراجعة وتمحيص وتدقيق هذه الروايات التي تحطّ من قيمة الأنثى، وإنكارها لأنها تخالف النصوص القرآنية، يقومون بترقيع الأحاديث، بأحاديث معاكسة!

يعني عادي تكون المرأة كالشيطان والكلب الأسود والحمار والبهيمة وملعونة قياماً وقعوداً، كل هذا عندهم عادي، ما يهمهم هو أن نذكر أيضاً الروايات التي تمدحها إلى جانب الروايات التي تحطّ منها!

ولا أحد يتجرأ أن يُنكر تلك الروايات التي ما أنزل الله بها من سلطان.

ونفس الشيء في مسألة القتال.

فعندما ننتقد أيضاً الجرائم التي ارتكبت في العصور القديمة بإسم الفتوحات الإسلامية، من سبي نساء وقتل الناس وغيرها من الجرائم، يطلّ علينا نفس هؤلاء ويقولون: ولماذا لا تذكرون جرائم الغرب ضد العرب والمسلمين!؟

وكأننا عندما ننتقد العنف والقتل، نؤيد جرائم الغرب!

من الذي قال لهم أننا نؤيد تلك الجرائم!؟

فعندما ننتقد جرائم المسلمين، فهذا لا يعني أننا نؤيد جرائم غيرهم، فالعنف والجرم مرفوض أيّاً كان فاعله، فالإنسانية لا تتجزأ.

فنحن كمسلمين، من واجبنا أن نبرّئ ديننا الحنيف من كل الجرائم التي نُسبت له، والواجب علينا إظهاره على طبيعته التي أرادها الله في كتابه، وليس في كتب التراث.

فهؤلاء الأشخاص يعالجون الخطأ بالخطأ، وبدلاً من تصحيح الأخطاء وردّ تلك المرويات التي تُسيء إلى دين الله، يحاولون إظهار أحاديث وقصص مضادة لترقيع تلك المرويات!

التصحيح يبدأ بالاعتراف بالأخطاء وتصحيحها، لا بتغطيتها بأخطاء أخرى!

الخلاصة:

معالجة الخطأ بالخطأ هي منهجية خاطئة تمنع التقدم والتصحيح الحقيقي.

يجب علينا كمسلمين أن نتحلى بالشجاعة في نقد التراث الديني وتنقيته من كل ما يخالف القرآن الكريم، بدلاً من محاولة تبرير الأخطاء أو تغطيتها بترقيعات لا تحل المشكلة الجوهرية.

الدين الإسلامي دين العدل والرحمة، وواجبنا أن نقدمه كما أراده الله في كتابه العزيز، بعيداً عن الإضافات البشرية التي شوهت صورته الحقيقية.

✦ ✦ ✦
حلقة مرئية عن الموضوع