فلان اغتصب فتاة.
ردة فعل المجتمع: الله رح يبعث من يغتصب بناته.
فلان خدع فتاة وقهرها.
بكرة الله يبعث من يقهر بنته/اخته.
فلان ظلم زوجته.
بكرة الله يبعثله من يظلم بناته.
فلان خدع فتاة وكسر قلبها.
بكرة الله ينتقم منه ببناته، يمهل ولا يهمل.
لا أعلم هذا التفسير المغلوط إلى متى سيستمر!؟
ما علاقة الفتاة "ابنة، أخت، زوجة، أم" بفعل مُشين قام به الرجل؟
لماذا لا تدور الدنيا عليه ويتم الانتقام منه؟
إذا اغتُصب فتاة، لماذا لا تقولون: سيأتي من يغتصبه هو؟!
أليس هو من ارتكب هذه التجاوزات؟
إذاً هو من عليه أن يدفع الثمن.
أخته لا علاقة لها بما يفعل.
أمه لا علاقة لها بما يفعل.
بنته لا علاقة لها بما يفعل.
زوجته لا علاقة لها بما يفعل.
لماذا تُصوّرون الأنثى على أنها يجب أن تكون مُكفّرة لأخطاء الرجل!
هي لها كيانها الخاص بها، وتُحاسب على أخطائها هي وليس على أخطاء من تكون تحت وصايته.
تجد أن الأنثى نفسها تستنكر ما قام به الرجل (زوجها، اخوها…) وتتبرّأ منه، بل وتتعاطف مع الأنثى الضحية، ومع ذلك المطلوب أن تدفع هي الثمن!
لا، بل ويشمتون ويتشفّون بها إذا أصابها مكروه، ويرون أن هذا انتقام إلهي لما فعله (زوجها، ابنها..) مرددين مقولة: سبحان الله يمهل ولا يهمل.
ألا تقرأون القرآن!؟
ألا تقرأون قوله تعالى ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ﴾?
عندما تظلم الأنثى أحدهم، لماذا لا نسمعهم يقولون: بكرة الله رح يبعث من يظلم ابنها أو زوجها أو والدها؟
لماذا الأنثى فقط هي من يجب أن يدفع الثمن؟!
كل انسان يُحاسب على ما فعل هو، ولا يُحاسب عن أفعال غيره، وتذكروا قوله تعالى: ﴿وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فَرْدًا﴾ مريم [95].