❖ أكذوبة أسباب النزول.

📅 26 مايو 2025

من جملة الأشياء التي فرضها الكهنوت الديني على المسلمين، والتي ما انزل الله بها من سلطان هي ما يسمى بأسباب النزول.

واذا سمعوا مسلم قد رفض كتب التراث، على الفور يبادرونه بهذا السؤال:

كيف ستفهم كتاب الله وتعرف سبب نزول الآيات دون الرجوع إلى كتب التراث؟

جعلوا هذا المصطلح (أسباب النزول) مقترناً بالقرآن، ما يعني انك يا مسلم يجب عليك الأخذ بهذه الكتب لفهم كتاب ربك لان لكل آية (أو غالبيتها) هناك سبباً لنزولها.

هنا لدي بعض الاستفسارات:

1- ما مدى صحة هذه الكتب (أسباب النزول) هل هي قطعية الثبوت والدلالة أم ظنية الثبوت والدلالة؟

إذا كانت ظنية، فهي قابلة للمراجعة، وقد يكون هناك أخطاء بمحتواها، واذا كانت قطعية فيلزم الدليل على ذلك.

2- أصحاب هذه الكتب، هل هم بشر عاديين مثلنا معرضين للخطأ والنسيان، أم أنهم رُسُل من عند رب العالمين معصومين عن الأخطاء؟

إذا كانوا بشراً مثلنا، فهذا يعني أنهم غير معصومين، وبما أنهم غير معصومين، فمعنى هذا أن كلامهم لا يُعطى القداسة وهو عرضة للانتقاد والرد، لأنه غالباً فيه أخطاء لأن مؤلفيه غير معصومين، وإذا كان أصحاب تلك الكُتُب هم الرُسُل الموحى لهم من عند الله فيجب احضار الدليل على ذلك.

3- ما هو التأثير الذي سيطرأ عليّ أنا كمسلم، في حال عدم معرفتي وقراءتي لهذه الكتب، هل عدم معرفتي لأسباب النزول سينقص من ايماني بالله، وأن الإيمان بالله مرتبط بمعرفة أسباب النزول؟

إذا كان كذلك، فأين الدليل من كتاب الله؟ واذا كان العكس، فهذا يعني عدم حاجتي لها وهي مجرد كتب استفيد منها من خلال قراءتي للتاريخ مع عدم قداستها وإلزامي لها.

يعني على سبيل المثال:

إذا قرأت قوله تعالى ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا۟ ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ وفهمتها بأن هناك فئة من المسلمين ظُلِموا وأن الله وعدهم بالنصر، ولم أهتم لسبب نزول هذه الآية أو حتى أنه لم يخطر في بالي شيء اسمه سبب نزول هذه الآية.

فهل سيتزعزع وينقص ايماني بالله لأني لم أعرف سبب نزول هذه الآية أو أن الله سيُدخلني جهنم لأنني لم أعرف سبب نزول تلك الآية؟

إذا كان الجواب نعم: فأرجو اثبات ذلك بآية من كتاب الله.

إذا كان الجواب لا: فهذا يعني أنني لستُ بحاجة لتلك الكُتُب.

أسباب النزول هو مصطلح بشري لا يمت للقرآن بصلة، اخترعه رجال الدين وجعلوه من أساسيات فهم وتدبر كتاب الله.

هذا عدا أن هذا المصطلح، قيّد فهم كتاب الله فقط بسبب نزول الآيات، فمن يؤمن بهذا المصطلح، فهو يؤمن ضمنياً من غير أن يدري بأن القرآن لا يصلح لكل زمان ولا مكان، لأن لكل آية هناك سبب لنزولها وانتهى ذلك الزمان وانتهى معه السبب.

من أراد التمسّك بهذه الكُتُب فهذا شأنه وهو حُرّ في ذلك، لكن لا يُلزم بها غيره من المسلمين على أنها المدخل والطريق الوحيد لفهم كتاب الله، سواءً كُتُب أسباب النزول أو الفقه وغيرها.

فلا تجعل كلام البشر هو الطريق الوحيد إلى رب البشر.

✦ ✦ ✦
حلقة مرئية عن الموضوع