👳‍♂️

أخي الكريم، لا يُمكننا أن نأخذ بكتاب الله وحده، كمصدر تشريع وحيد في الدين، دون أن نأخذ بالأحاديث، لذلك علينا أن نأخذ بالسُنّة.

🧔🏻

ولماذا؟ هل هناك أشياء لم يُفصّلها أو يُبيّنها الله لك، حتى تحتاج إلى مصدر آخر للدين؟

👳‍♂️

نعم، هناك محرّمات لم يأتِ الله على ذكرها، وعرفناها من خلال السُنّة النبوية، فالقرآن لم يُفصّل لنا كل ما حُرّم علينا.

🧔🏻

على هذا فأنت تُشكّك بكتاب الله، فالله يُخبرنا أنه فصّل لنا كل ما حرّمه علينا، قال تعالى (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ)

ثم تأتي أنت وغيرك، وتقول أن هذا الكلام غير صحيح، فهناك أشياء لم يُفصّلها الله لنا!

هذا كلام خطير!

ثم كيف تقول ان هناك محرمات لم يفصلها لنا الله؟ كيف علمت انها من المحرمات طالما ان الله لم يذكرها؟

👳‍♂️

قد خانني التعبير، ولم أعرف أن أعبر بطريقة صحيحة، لكن قل لي: كيف عرفنا بتحريم الذهب والحرير للرجل؟ فلولا السُنّة، لما علمنا بتحريم الذهب والحرير للرجل!

🧔🏻

ومن قال لك أن الذهب أو الحرير محرّمة على الرجل! من الذي كذب عليك وأخبرك أن الذهب والحرير من المحرّمات على الرجال؟

👳‍♂️

لكن هناك أحاديث للرسول، وفيها تحريم الذهب والحرير على الرجل!

🧔🏻

أولاً، رسول الله بريء من كل ما نُسب إليه وكُتب عنه، ولا يُمكن لرسول الله أن يُحرّم أشياء من خارج القرآن، ولا يُمكنه أن يُحرّم أشياء لم يُحرّمها الله.

سأطرح عليك سؤالاً!!

👳‍♂️

تفضّل.

🧔🏻

من هو صاحب الدين؟

👳‍♂️

بالطبع ودون أدنى شك، هو الله!

🧔🏻

حسناً، أخبرني إذاً، هل محمد بن عبد الله، رسول الله أم أنه شريك الله في ملكه؟

👳‍♂️

حاشاه أن يكون له شريك!! بل هو رسول الله فقط، وليس شريك!

🧔🏻

جميل، وكلامك صحيح 100٪؜ فـ محمد بن عبدالله، هو رسول الله، والرسول عليه البلاغ فقط، قال تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ 👈وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ👉 فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)

وقال أيضاً (مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلْبَلَٰغُ) وقد كرر الله لنا هذه الآية ثلاث مرات لتنبيهنا لهذه المسألة!

وهذا يعني أن الرسول عليه البلاغ بما أنزل عليه من ربه، وهو صاحب رسالة إلهية، فليس له الحق في الزيادة أو النقصان، بل يُبلّغنا كما وصلته الرسالة من رب العالمين، فالمُشرّع الوحيد في الدين هو الله، ولا يحقّ لأي أحد آخر أن يُحلل أو يُحرّم من عنده، فهو بذلك جعل نفسه شريكاً مع الله في ملكه، وهذا الشيء الذي لا يُمكن أن يقبله الله.

بل هناك آية في القرآن تنتقد من يُحرم هذه الأشياء!!

قال تعالى (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِىٓ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزْقِ)

فهذه الآية ردّ على كل من يقول أن الذهب والحرير محرّمة على الرجال.

👳‍♂️

ولماذا تم تحريمها إذاً وأصبحت من المسلّمات لدى الرجل المسلم؟

🧔🏻

لأن العقل الباطني للمسلم، نشأ على دين التراث وليس على دين الله!! وتمت برمجة العقل على هذه المحرمات حتى أصبحت من الأشياء المسلّمة، وجعلناها محرّمة دون تمحيص ودون تدقيق ودون الرجوع إلى كتاب الله، لا سيما أن رجال الدين حرّموا علينا تدبر كتاب الله، دون الرجوع إليهم، لأن الدين بنظرهم، لا يؤخذ إلّا عن طريقهم فقط!

👳‍♂️

حقيقةً لم أكن أعلم بهذا الشيء من قبل، وكنت أظنه حراماً، لكن هناك أيضاً أشياء مُحرّمة، لم يأتِ الله على ذكرها، وبصراحة أنا لا أريد أن أتَقوّل على الله بما لا أعلم، لكن لا أستطيع تجاوز هذه المسألة، وبحثت عنها في القرآن فلم أجد أي ذكرٍ لها!

🧔🏻

ما هي؟

👳‍♂️

الجمع بين الزوجة وعمّتها أو خالتها، ففي القرآن كله، لم يأتِ تحريم الجمع بين الزوجة وعمتها أو خالتها.

🧔🏻

وأنت قلتها بلسانك!! لم يأتِ الله على تحريمها، إذاً هي ليست من المحرّمات! فالجمع بين الزوجة وعمتها أو خالتها ليست من المحرّمات، فالمحرّمات من النكاح قد بيّنها الله لنا في كتابه، في الآية 23 من سورة النساء، ثم قال في الآية التي تليها (وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَآءَ ذَٰلِكُمْ)

فما سكت الله عنه فهو حلال.

👳‍♂️

كيف غير محرّمة!!! هذا لا يقبله أي عقل!!

🧔🏻

بل لا يقبله العقل التراثي القائم على النقل والعنعنة، وليس أي عقل.

يا أخي الكريم، مسألة تحريم الجمع بين الزوجة وعمتها أو خالتها، إنما هي قيم مجتمعية وثقافة بشرية، ترتبط بالعادات والتقاليد والعرف السائد في المجتمع.

فعرب قريش مثلاً، كانو يتأففون من الزواج من المطلقة، وكأن المطلقة نَكِرة.

👳‍♂️

لكن الخالة هي الامتداد للأم، كما أن العمة هي الامتداد للأب، ومن هذه المقارنة نفهم تحريم الجمع بين الزوجة وخالتها.

🧔🏻

ترى أنت دخلت الحابل بالنابل.

👳‍♂️

ماذا تقصد؟

🧔🏻

ما علاقة تحريم الخالة والعمة على الرجل، مع موضوع الجمع بين امرأة وخالتها أو عمتها على زوج واحد!!

عندما تقول ان الخالة هي الامتداد للأم، فالتحريم يقع على الابن، أي ان خالته هي الامتداد لأمه، وليس على رجل يريد الجمع بين امرأة وخالتها.

ومن ناحية ثانية، الخالة ليست امتداد للأم، الخالة شيء والأم شيء آخر، فلو كانتا شيء واحد، لما ذكر الله الأم والخالة في آية التحريم عندما قال ﴿حُرِّمَت عَلَيكُم أُمَّهاتُكُم وَبَناتُكُم وَأَخَواتُكُم وَعَمّاتُكُم وَخالاتُكُم﴾ لاكتفى الله بالقول (حرمت عليكم امهاتكم) دون ذكر خالاتكم، ونحن نفهم ان الخالة محرمة لأنها امتداد للام كما تقول، ثم لو كانت الخالة هي الامتداد للأم وتأخذ نفس حكم الأم، فعلى هذا، فإن بناتها، أي بنات خالاتك، يُعتبرن كأخواتك ولا يجوز الزواج بهن لأن أمهن كامك.!

فهل يعقل هذا!.

لذلك هذه الأشياء تعود للعرف وللعادات والتقاليد، ولا يُمكن أن نجزم بحرمانيتها، لأن الله لم يُحرمها.

فيا أخي الكريم، الأصل في كل الأشياء الإباحة، أما ما حُرّم علينا فقد ذكره الله لنا في القرآن، فما سكت الله عنه فهو حلال.

✦ ✦ ✦