شيخي ممكن أسألك؟
تفضل يا شرفنطح.
أمس كنت جالس عالقهوة أشرب كاسة زهورات، وشفت شخص أعطى لامرأة مسكينة المال مشان تجيب علاج لابنها حسب ما سمعتها تقول له.
بس المهم انك غضيت البصر عنها لانه ما يجوز تنظر لها يا ابني، بس حبذا لو أعطيتها أنت أيضًا.
بالنسبة للنظر طبعًا غضيت نظري عنها، بس إني أعطيها، منين يا حسرة.
على طولك فقران، طيب وبعدين؟
وبعدين يا شيخي وبالصلاة عالنبي، بعد ما مشت المرأة رحت لعنده مشان أنبّهه على الذنب العظيم يلي فعله ألا وهو إنه مسبل ملابسه إلى أسفل الكعبين، لأن مثل ما تعرف يا شيخي أن هناك حديث في صحيح البخاري يقول أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم.
صلّ الله عليه وسلم.
قال: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار، فنبهته انه بخطر كبير لا يدركه بسبب ان ملابسه أسفل الكعبين، وانه رح يدخل النار بسبب هذا الذنب الذي لا يدرك خطورته وللأسف شبابنا اليوم يتهاونون به.
بارك الله بك يا شرفنطح، نِعم ما فعلت، لأن كل واحد يلبس ملابسه أسفل الكعبين سيدخل النار كما أخبرنا البخاري رضي الله عنه، وبعدين إن شاء الله قبل نصيحتك؟ لأن بهالزمان صاروا الشباب أبناء هالجيل يتمردون على ورثة الأنبياء ولا يطيعمونهم، بئسًا للانترنت الذي خرب عقولهم وخصوصًا جيل الإندومي (جيل الألفين).
والله يا شيخي حسيت لك اياه أخذني على قد عقلي وقال لي (ماشي) المهم هذا مو موضوعي، موضوعي هو ان الطاولة يلي جنبي جالسين عليها ثنين من الزنادقة المرتدين الكفار يلي لا يؤمنون إلّا بالقران.
أعوذ بالله منهم.
وأسمعهم يا شيخي يقولون أن كتاب البخاري رضي الله عنه، فيه إساءات كثيرة على النبي وبدأوا يذكرونها وأذني لقطت رواية ان النبي حاول الانتحار أكثر من مرة، وأجيت لعندك حتى ألاقي ترقيعة، قصدي تفسير لهذه الرواية إن كان ما يقولوه صحيح أم لا، ومثل ما تعرف أنا ما فتحت الكتاب ولا أعرف محتواه لاني أتلقى العلم منك بشكل مباشر، على مبدأ: أنا لا أُفكّر، شيخي يفكر عني.
هذا الموضوع أخذ جدل كبير وأفتى به العلماء وانتهى الأمر.
وماذا قالوا عنه؟
قالوا أن الزيادة في الرواية والتي تتحدث عن محاولة الانتحار هي من بلاغات الزهري.
شو يعني شيخي؟ ما فهمت!
يعني هذه الزيادة ليست على شرط البخاري، بل هي من بلاغات الزهري الذي قال (فيما بلغنا…..) والزهري من التابعين فلم يدرك الحادثة، والشيخ البخاري رحمه الله ذكرها لتبيان ضعفها.
أها يعني الرواية ضعيفة!
يا ابني مو قصة ضعيفة وما ضعيفة لكنها ليست على شرط البخاري.
يعني ضعيفة.
ايييي علينا يا شرفنطح، قلت لك انها من بلاغات الزهري.
شيخي مرحبا عليك.
أهلين.
أنا ما أعرف لا زهري ولا غيره، هالرواية موجودة بكتاب البخاري ويلي على أساس كل ما فيه صحيح، كلمة ورد غطاها، هالرواية الموجودة بصحيح البخاري صحيحة ولا مكذوبة؟ لا تدخلني بمتاهات، الجواب بكلمة واحدة وما يحتاج بلاغات وزيادات ومدري ايش، يا صحيحة يا مكذوبة، بعدين كيف تقول ان البخاري ذكرها لتنبيهنا؟ فالرواية ما فيها أي تنبيه، يعني لم يقل لنا البخاري اثناء تدوين الرواية (انتبه ايها المسلم هذه رواية ضعيفة)! وأنه كما تقول المصادر كان يتحرّى الدقة في تدوين الروايات وكان يصلي ركعتين قبل كل رواية يدونها!
يا ابني لا استطيع أن أقول انها مكذوبة وبنفس الوقت لا استطيع ان اقول انها صحيحة.
بالطبع لن تستطيع لانك لو قلت انها مكذوبة فهذا يعني ان هذا الكتاب يحتوي على روايات اخرى مكذوبة وهذا يُكذّب مقولة اصح كتاب بعد كتاب الله، وإن قلت أنها صحيحة فهذا طعن بالنبي، فأنتم في ورطة.
ولكن الشيخ البخاري رحمه الله ذكرها لنا لينبهنا على انها ضعيفة.
وهل قرأت أنت في طول الرواية وعرضها كلمة ضعيفة أو تحذير أو انتباه أي شيء من هذا القبيل؟
لا، لا يوجد أي ذكر لهذا الكلام.
إذًا على أي أساس قلت أنه دونها في كتابه لينبهنا على ضعفها؟! أي مسلم يقرأ هذه الرواية سيقرأها على أنها صحيحة، ثم لماذا يدونها في كتابه من الأصل!؟
قلت لك حتى ينبهنا على أنها ضعيفة فنأخذ حذرنا منها.
حسنًا، إذا وجدت صخرة تقطع طريق وتسبب حوادث سير مميتة، سأكتب على لوحة في أول الطريق: انتبه أخي السائق، هناك صخرة في وسط الطريق.
ولماذا تفعل هذا؟ لماذا لا تبعدها وتنتهي القصة؟!
حتى انبّه السائقين على وجودها فيأخذوا حذرهم.
مما تعلمت هذا؟
من شيخي البخاري يا شيخي.