شيخي.
أهلًا يا شرفنطح. بعد زمان! أين كنت غائبًا؟
أمس رأيتك في إحدى البقالات برفقة بعض النساء، ولم أرد إحراجك، فأجّلت لقائي بك لليوم. والله يا شيخي، ذهبت لأداء العمرة، وأحضرت لك كيلو تمر من عجوة المدينة، مما تحب.
ما شاء الله، بارك الله فيك يا بني.
لكن بصراحة، سعره غالٍ جدًا! تصور أن الكيلو بـ100 ريال، بينما هناك نوع آخر، ليس من عجوة المدينة، وسعر الكيلو منه 5 ريالات فقط!
إي طبعًا، لأن عجوة المدينة ذكرها الرسول صلّ الله عليه وسلم وقال: “من تصبّح بسبع تمرات من عجوة المدينة، لم يصبه سحر ولا سم.”
ما شاء الله! يعني لو تصبّحت غدًا بسبع تمرات، ثم أعطيتك سمًّا، فلن تموت ولن يصيبك شيء؟
هـااا… بالمناسبة، لم تقل لي، أين رأيتني أمس؟
في بقالة البركة. كنتُ أنوي إلقاء السلام عليك، لكن رأيتك مع نساء، فلم أشأ إحراجك.
نساء? لكني لا أخرج مع زوجاتي الأربع إلى المتاجر، لعلّك مخطئ.
لستُ مخطئًا. كانتا امرأتين، وبالعلامة كنت عند المحاسب، واشتريت كيس “سمروت” وكيس “ديربي” وبعض الأغراض.
آهاا، لا يا بني، هاتان ابنتاي، الله يسامحك! "قال نساء قال" طفلتان صغيرتان، ما زالتا في المرحلة الابتدائية. كيف جعلتهما “نساء”؟
حتى لو كانتا طفلتين، هل أخطأتُ عندما قلت “نساء”؟
طبعًا أخطأت! كلمة “نساء” تُطلق على المرأة البالغة العاقلة الراشدة، لا على الطفلة.
جميل! وما المصطلح الصحيح للطفلة؟
يُقال لها “طفلة” أو “فتاة”، وليس “امرأة” ولا “نساء” للجمع. ألا تقرأ القرآن? على حد علمي، أنت طالب مجتهد. الله سبحانه أشار إلى الأنثى البالغة العاقلة بلفظ “المرأة” و”النساء”، أما الطفلة التي هي في عمر ابنتيّ، أي دون البلوغ، فقد أشار إليها بـ”الأطفال”، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا بَلَغَ ٱلْأَطْفَالُ مِنكُمُ ٱلْحُلُمَ﴾.
جميل جدًا يا شيخي! لكن في المرة الأخيرة، عندما تحدثنا عن تزويج الطفلة، قلتَ إنه سُنّة نبوية، واستشهدتَ بالآية: ﴿وَٱلَّٰٓئِي يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن 👈نِسَآئِكُمْ👉 إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَٰثَةُ أَشْهُرٍ وَٱلَّٰٓئِي لَمْ يَحِضْنَ﴾، وقلتَ: أجمعَت الأمة وحُذّاق الأئمة على أن المقصود بـ “وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ” هنّ الطفلات اللاتي لم يبلغن بعد.
هـااا…
مع أن الآية تتحدث عن “النساء”، وليس عن “الأطفال”، وهذا أولًا. ثانيًا، الآية لا تتحدث عن الزواج أصلًا، لا من قريب ولا من بعيد، بل تتحدث عن الطلاق، وهذا واضح من سياقها! فمن أول السورة إلى آخرها، الموضوع كله عن الطلاق، والعدة، والرجعة، والحمل، والولادة، والإرضاع. فلماذا إذًا تستدلون بهذه الآية لتبرير جريمة تزويج القاصرات? بل حتى اسم السورة نفسها هو “الطلاق”! فلماذا أسقطتموها على الزواج?!
وما الغاية من هذا الكلام الآن? لماذا تريد التشكيك في ثوابت الدين?! يعني 1400 سنة وفقهاؤنا الأفاضل "جزاهم الله خيرًا وأطعمهم طيرًا" فهموها خطأ، وأنت الآن جئت لتصحح هذا الخطأ?!
نسيتَ أن تقول إنني مأجور ومدسوس ورويبضة وأتقاضى بالدولار من الماسونية.