👳‍♂️

لقد إقتنعت وأيقنت أن القرآن هو مصدر التشريع الوحيد في الدين، وأن الله سيُحاسبنا على ما فهمنا نحن من القرآن، ولن يُحاسبنا على فهم رجال الدين، فيوم القيامة سيُحاسب كل إنسان لوحده، وسيتبرّأ منّا الجميع، ولن ينفعنا إتباع الشيخ الفلاني ولا العلّاني.


لكن كيف أعبد الله، كما يريده الله ويبتغيه؟

فهناك أشياء لا أستطيع إستيعابها في كتاب الله، وهذا ليس تعجيزاً في القرآن، بل هو قصور وقلة تدبّر مني.

🧔🏻

كلنا نسعى لإرضاء الله وعبادته على أكمل وجه، بالطريقة التي يرتضيها ربنا سبحانه وتعالى، بعيداً عن الشركيات.

أقبل على كتاب الله، وكأنك تقرأه لأول مرة، وقبل أن تُقبل على كتاب الله، أخرج من رأسك كل ما تعلمته من التراث المعنعن، فإذا لم تفعل ذلك، فلن تستفيد شيئاً، لأنك ستقيس كل آية على العنعنة وفهم كهنة الدين.

توجه لكتاب الله بعقل صافٍ لا يوجد بداخله أي شيء.

لا تُقبل على كتاب الله، وعقلك مليء بعدد الصلوات وعدد الركعات، لأن الصلاة التي في رأسك، ليست الصلاة التي في كتاب الله، وهذا دليل على أنه تم تحريفها، كما تم تحريف الدين كله.

👳‍♂️

هناك من يقول أنه بحث عن الصلاة في كتاب الله، لكنه لم يجد تفصيلها، وقد وجد تفصيلها في كتب الحديث!

🧔🏻

من يقول بهذا الكلام، فهو يقطع بأن كتاب الله ناقص غير مكتمل!! وهذا رعب بحد ذاته لو عقل ما يقوله، لأنه بكل بساطة يرد على كلام الله!

فالله يقول: كتابي مُفصّل، والبشر الغبي يقول: كتابك ليس مُفصّل، بل كُتب التراث هي المُفصّلِة له!

تصوّر بماذا سيجيبه الله يوم القيامة!

👳‍♂️

لكن هناك من يقول أن القرآن فيه إعجاز.

🧔🏻

انسَ هذا الأمر، فلا يوجد شيء في القرآن إسمه إعجاز، فالله يوضّح ولا يُعجِّز، فمن يقول أن القرآن فيه إعجاز، فهو العاجز عن فهم كلام الله، وهذه مشكلته وحده، وليس معناه أن جميع المسلمين عجزوا كما عجز هو.

الله لم يُنزّل علينا كلمات مُشفّرة وتحتاج لمن يفك رموزها وشيفرتها، ولم يُنزّل علينا طلاسم لا نعرف معانيها، ولم يُنزل علينا كلمات باللغة الهيروغليفية حتى نعجز عن حلّها.

لماذا يُظهرون الله على أن كل كلامه إعجاز، وأن من يفهم كلامه هم فقط كهنة الدين؟!

وكما قلت لك، أقبل على كتاب الله بقلب وعقل صافٍ، لا تُقبل على كتاب الله ورأسك مليء بالتراث، انبذ كل ما تعلمته وراء ظهرك، على الأقل وأنت تدرس كتاب ربك.

كل شيء لم تجده في كتاب الله، فاعلم أنه ليس من عند الله، وبالضرورة هو من عند الشيطان.

اليهود أشد الناس عبادة لله، طبعاً بغض النظر عن صحة هذه العبادة، أليس كذلك؟

👳‍♂️

نعم صحيح.

🧔🏻

انظر ماذا قال الله فيهم:

(مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُوا۟ ٱلتَّوْرَىٰةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًۢا ۚ بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ۚ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ)

ونحن قلنا أن أمة محمد لا تجتمع على ضلالة، أليس كذلك؟

👳‍♂️

نعم، هذا ما قاله رجال الدين!!

🧔🏻

هذا قول الشياطين، حتى ترتاح نفسيّاً ولا تسأل عن هذا التحريف، لأنك بكل بساطة ستضع ثقتك برجال الدين، وأن كل ما يقولوه ويفتوا به هو الحق، وأنه لا يجوز التشكيك بكلامهم.

وكأنهم يرددون كلام اليهود (نحن أبناء الله وأحباءه)

الله ليس له حبيب إلّا من تبعه، ولا ينظر للجنس ولا للعرق، فالكل سواسية عند الله.

من تمسّك بكتاب الله، فلن يضل أبداً، وهذا حصراً بمن تمسّك بكتاب الله.

أما وأنت تكذب على الله، وتدعي بأن له وحي ثاني، وتُقسم على ذلك، فهذا حالنا مع الله، ووقعنا في نفس الخطأ الذي وقع فيه اليهود، عندما ألّفوا التلمود وقالوا هذه أقوال موسى، فنحن نسير في طريقهم بالضبط!!

ثلث القرآن يحكي عنهم كي لا نكون مثلهم.

وفي الأخير قلنا لله "ماشي" يا رب.

وبكل وقاحة كتبنا الكتب وقلنا بأنها وحي، وإتبعنا طريق الذي حذّرنا بأن نكون مثلهم.

فنحن أغبياء مرتين وليس واحدة فقط مثل اليهود،

وكأن الله كان يتكلم مع أبله أصم أخرق!

👳‍♂️

لكن بعض كلمات القرآن لا أستطيع تدبرها وفهمها الفهم الصحيح.

🧔🏻

اعتمد على قواميس تشرح لك معاني الكلمات، فالقرآن كُتب بالعربية، وإذا ما استصعبت عليك كلمة، فتستطيع أن تُفسر معناها الجذري بالإستعانة بالقواميس، فهذا سيُقرّب لك المعنى، أو استعن ببعض الكتب التي تُوضّح أحكام الله، لكن من كتاب الله فقط، وليس بالعنعنة ورأي الشيخ الفلاني أو العلّاني.

👳‍♂️

هناك خوف من هذه الخطوة أن أتدبر كلام الله بعيداً عن كتب الفقه.

🧔🏻

لا تخف من أحد، وخاف من الله فقط، فمن يُخوّفك من تشغيل عقلك وتدبر كتاب الله، فاعلم أنه شيطان.

ومن يقول لك (قال رسول الله) قل له: هل سمعته؟

وبالضرورة سيقول لك: كتاب الله وصلك كما وصلك قول رسول الله، فالذين أوصلوا لك كتاب الله، هم أنفسهم الذين أوصلوا لك قول الرسول.

👳‍♂️

نعم سيقولون هذا.

🧔🏻

قل له: أنت كذاب!! كتاب الله أوصله لي الله، ولا يمُنّ عليّ أحد، وهذا تحقيقاً لوعده لعباده أنه حفظ كتابه.

فالله سخّرنا لبعضنا البعض كي ننقل كتابه، ولا مِنة لأحد على أي أحدٍ آخر، والكل سيُجزى من عند الله.

فلو كان القرآن وصلنا بالتواتر، فأين هي سلسلة التواتر كما هو الحال في الأحاديث؟ أين نجد في كتاب الله سند (حدثنا فلان عن فلان عن عن عن عن عن عن عن)

لا تجعله يخدعك بهذه الحجة.

فلا تخف قول شيء، خاف من مخالفة أمر الله فقط.

والمصدر الوحيد للدين، هو كتاب الله فقط.

👳‍♂️

قد يقول قائل، وما يدريك أن من أوصل لنا القرآن قد حرّف بعض الكلمات دون أن ينتبه إليه أحد!؟

🧔🏻

من يقول هذا، فهو يطعن بكتاب الله، يطعن بقول الله عندما قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ)

فمن يقول بهذا الكلام، ليست لديه مشكلة بأن يطعن بكتاب الله، فقط من أجل الانتصار لكتب تراثه.

لا يستطيع أي إنسان أن يُغيّر حرف من كتاب الله، لأن الله سيفضحه على الملأ كله، وسيقف ضده كل المسلمين، وستبور بضاعته.

👳‍♂️

وهل كل ما سكت عنه الله ولم يذكره، أنا لست مطالب به، أو أني لست مطالب بما جاء في أي كتاب آخر.

🧔🏻

كل ما أمرك الله به، بيّنه وفصّله لك في كتابه، وليس في أي كتابٍ آخر.

لا يمكن أن يفرض الله عليك شيء، ثم يحيلك إلى كُتب بشرية أخرى لتبينها لك، فهذا ليس من العدل، والله هو العدل!

كل ما جاء في كتاب الله من أحكام، فأنت مطالب بتدبره، وكل ما هو خارج كتاب الله فأنت لست مُطالب به، بل واضرب به عرض الحائط ولا تخف، فوحي الله، في كتاب الله فقط، لذلك شغّل عقلك.

✦ ✦ ✦